كشفت مصادر إعلامية مطلعة الخطوط العريضة للخطة الإبراهيمية لتسوية الأزمة السورية حيث أشارت إلى أن من أبرز محدداتها تحويل النظام السوري من رئاسي إلى برلماني فيما أكدت هيئة التنسيق الوطنية أن اتفاقا وشيكا بين واشنطنوموسكو سيبرم خلال جانفي الجاري. ونقلت جريدة «السفير» اللبنانية عن مصدر عربي مطلع قوله إن الأخضر الإبراهيمي قام خلال زيارته الأخيرة لدمشق بجس نبض الرئيس الأسد ومدى استعداده للدخول في عملية سياسية تراكمية، تبدأ بحكومة انتقالية ونقل صلاحيات وتنتهي بإخراجه من المشهد السياسي قبل أن تطرح ملفات أخرى لا تزال تحت الطاولة، كملف المحكمة الدولية.
حكومة انتقالية
وحسب ذات المصدر فإن المبعوث الدولي عرض على الأسد حكومة انتقالية وافق عليها الرئيس السوري، وبصلاحيات موسعة، وطالب بوقت لدراسة مطالب أخرى والرد عليها.
وقدم الديبلوماسي الجزائري فكرتين لتجاوز الاستعصاء الرئاسي، وتفادي تفجير مهمته بمطالبة الأسد بالتنحي في سياق تشكيل الحكومة الانتقالية الأولى تكمن في تقصير ولاية الرئيس السوري بإجراء انتخابات مبكرة في الأشهر المقبلة، أو تحويل سوريا نحو النظام البرلماني.
ورفض الرئيس السوري فكرة الإبراهيمي الأولى تقديم موعد الانتخابات من ربيع العام 2014 إلى منتصف العام الجاري ولا تزال فكرة الانتقال من النظام الرئاسي إلى البرلماني قيد الدراسة والتنسيق بين دمشق وحلفائها في المنطقة.
وفي موسكو أكد الموفد الدولي أن الأسد إذ يوافق على حكومة انتقالية إلا انه يرفض استبعاده خلال المرحلة الانتقالية من مناصبه، مع موافقته على نقل صلاحياته، من دون أن يصل النقاش إلى التفاصيل.
مشاركة في الانتخابات الرئاسية
وتابع أن الرئيس السوري يعتزم خوض غمار الانتخابات الرئاسية ربيع العام 2014، أي أن أياً من المطالب الجوهرية التي يحملها والتي تعطي مهمته معناها الخاص لم تحقق أي اختراق.
ويروج الإبراهيمي، منذ أن غادر موسكو، لفكرته الثانية بتحويل النظام في سوريا إلى نظام برلماني، لإفراغ المنصب الرئاسي والصلاحيات الممنوحة للرئيس من أي معنى، وتجاوز عقبة تنحي الأسد، منذ الآن، فيصبح بقاء الأسد رئيساً وترشحه إلى الرئاسة ربيع عام 2014 غير ذي شأن.
ويرى مراقبون أن المحاولة الإبراهيمية تشبه وضع العربة أمام الحصان، فليس من اختصاص الحكومة الانتقالية تغيير النظام السياسي من رئاسي حصري إلى برلماني حكومي، لكنها قادرة على الحكم بموجب إعلان دستوري محدود، وبناء على إعلان رئاسي بنقل الصلاحيات. ويعود إلى مجلس تأسيسي سوري منتخب حق تغيير آليات عمل المؤسسات السورية أو إلى مجلس الشعب الحالي.
في هذه الأثناء , قال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة حسن عبد العظيم ان «تقاربا وشيكا» بين الولاياتالمتحدةوروسيا حيال الأزمة السورية، إلا انه يوجد ثمة خلافات حادة بين البلدين حول مصير الرئيس بشار الأسد، مشيرا إلى أن الخلافات بين الجانبين «ستذوب بمجرد وصول السيناتور جون كيري إلى الخارجية الأمريكية». الذي من المقرر أن يوقع اتفاقا استراتيجيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف حول سوريا في مستهل 2013 .
وقال عبد العظيم في تصريحات صحفية إن «هناك تقاربا وشيكا بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا حيال الأزمة السورية»، معتبرا أن «الاتفاق بين هاتين الدولتين كفيل بإنهاء الأزمة».
ومن المقرر أن يعقد اجتماع ثلاثي الشهر المقبل يجمع كل من روسياوالولاياتالمتحدة والمبعوث الاممي الأخضر الإبراهيمي، بشان إيجاد تسوية للازمة في سوريا, بحسب الخارجية الروسية.
وأضاف المعارض السوري أنه «ثمة خلافات حادة بين الولاياتالمتحدةوروسيا حول مصير الرئيس بشار الأسد»، مشيرا إلى أنه «من خلال لقاءاته مع ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، فإن الأخير يرى حق الأسد في الترشح لانتخابات الرئاسة في العام 2014، حيث تنتهي ولايته، في حين تعارض واشنطن هذا الأمر, معتبرا أن «أي حل سياسي سيقوض في المستقبل القريب حكم النظام بدون الحاجة إلى إسقاطه».
وأردف ان «الخلافات بين الجانبين ستذوب بمجرد وصول السيناتور جون كيري إلى الخارجية الأمريكية بعد قسم الرئيس أوباما للولاية الثانية في العشرين من الشهر المقبل»، موضحا أن «وصول كيري سيكون المحطة الأخيرة في التعامل الدولي مع الأزمة السورية».