باتت مصر على فوهة بركان من العنف والفوضى حيث انضمت مدينة الاسكندرية إلى محافظات العصيان المدني فيما تواصلت المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في أكثر من مكان وسط استعداد من وزير الداخلية لتقديم استقالته من منصبه. وأصيب ثمانية اشخاص جراء اشتباكات وقعت بين متظاهرين وقوات الأمن في مدينة «المحلة» في مصر. وافاد المستشفى الرئيسي في المدينة أن من بين المصابين 4 من رجال الشرطة بينهم ضابطان وجنديان خلال محاولتهم التصدي للمئات من الأشخاص الذين رشقوا قسم ثان المحلة بالحجارة.
وكانت مدينتا القاهرة وبورسعيد قد شهدتا اعمال عنف أول أمس اسفرت عن مقتل شخصين واصابة العشرات. وتفجرت اعمال العنف إثر صدور حكم بإعدام 21 شخصا شنقا بعد إدانتهم في القضية المعروفة إعلاميا باسم «مجزرة استاد بورسعيد». واندلعت أعمال عنف من جانب عدد من مشجعي النادي الأهلي في القاهرة، كما توجهت مجموعات من المواطنين الغاضبين في بورسعيد إلى مبنى مديرية أمن ومبنى المحافظة للاحتجاج على الأحكام.
وزير الداخلية
وفي غمرة هذه الاضطرابات عقد وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم مؤتمرا صحفيا طالب فيه بعدم الزج بالشرطة في الخلافات السياسية في البلاد معبرا عن استعداده إلى تقديم استقالته إذا كان هذا الأمر كفيلا بإنهاء حالة الأزمة الأمنية في البلاد.
وقال إن القوات المسلحة لا يمكن أن تضطلع بالمهام الأمنية في البلاد، مشيرا إلى أن الروح المعنوية لرجال الشرطة تدهورت جراء الهجوم الإعلامي المستمر. جاءت تصريحات في اعقاب إضرابات عن العمل متزامنة نفذتها عناصر للشرطة في عدة مناطق من البلاد يطالب أصحابها بحصانة ضد المساءلة القضائية والحصول على أسلحة أشد ردعا لحمايتهم خلال الاشتباكات مع المحتجين.
وأكد الوزير أن قوات الأمن «لم تطلق رصاصة واحدة منذ الثورة» وأشار إلى أن الشرطة تحرص دوما على عدم وقوع خسائر في الأرواح خلال الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن.
تدهور الوضع الأمني
تأتي هذه التطورات في ظل تدهور واضح للأوضاع الأمنية في البلاد خاصة في عدد من محافظات منطقة «الدلتا» ومنطقة «القناة» حيث تتلاحق اعمال العنف والاضرابات عن العمل وقطع الطرقات.
ودوى في وقت مبكر من يوم أمس انفجار في منطقة وسط شبه جزيرة سيناء المصرية. وقال شهود عيان إن الانفجار خلف حفرة عمقها متران.
وادى النقص في وقود السيارات الى الكثير من المشاجرات وقطع الطرق ووقوع قتلى وجرحى. ولقي عامل بمحطة وقود بمدينة كفرالزيات بمحافظة الغربية مصرعه أسفل عجلات سيارة نقل نتيجة التزاحم على التزود بالوقود. وزاد من حدة الوضع اضراب بعض قطاعات الأمن المركزي واغلاق ضباط الشرطة للعديد من اقسام ومراكز الشرطة في عدد من المحافظات مطالبين بعدم الزج بالجهاز في الصراع السياسي في مصر.
وايدت قوى سياسية اسلامية استعدادها تشكيل «لجان شعبية» تكون بديلا عن الشرطة في حالة حدوث فراغ أمني. وانضمت أمس الأحد محافظة الاسكندرية إلى محافظات العصيان المدني في مصر حيث لاقت دعوات العصيان تأييدا من طرف قطاعات مهمة من الأهالي والتجار.