اسمها يدل على ميلاد يوم جديد وتحوي ثروة غابية إنها منطقة الصباح لكن لا المكان ولا الاسم ينطبقان على الفقر المنتشر هنا وهناك وعلى البنية التحتية المهترئة وعلى انتشار البطالة. كلها ظروف دفعت أهلها للتوسل للسلطات بايلاء منطقتهم نصيبا من البرامج التنموية وفك عزلتها. عندما تغيب أبسط مقومات العيش الكريم ويعانق الفقر التهميش وتغيب التنمية في منطقة ما يستغيث أهلها من ملء قلوبهم طالبين انتشالهم من مستنقع النسيان وهو حال أهالي منطقة الصباح ببنزرت الذين تحدثوا عن مدى معاناتهم من انتشار البطالة ومن إهتراء البنية الأساسية بل غير الموجودة أصلا ويكفي جولة في المنطقة لاكتشاف أنها تعيش منذ عقود على صفيح ساخن وأول ما يوحي بالعزلة هناك هو الطريق الرث المحفر الذي حرضتنا فداحته على اكتشاف ما بعده ففوجئنا بمنطقة معزولة تقبع تحت رداء فقر مدقع وأكبر شاهد على ذلك منازلها المهترئة وافتقارها لمدرسة ولمستوصف ولمركز بريد وأصدق تعبير الدموع التي تملأ عيون الأهالي وهم يروون لنا تاريخ معاناتهم. و في حديثنا مع هندة الدريدي عمرها 35 سنة وهي أم لطفلين وزوجها عمره 41 سنة يعمل في الحضيرة تقول: «وضعنا تاعب لا دار لا مدرسة لأولادي» أما حلومة الدريدي وعمرها 66 سنة فتشكي بطالة ابنيها اللذين يقطنان معها في منزل مزر للغاية وتشتكي من انعدام مستوصف مما يجبرها على تحمل رداءة الطريق للذهاب لمنطقة أخرى للعلاج و هو مثل حال السيدة حبيبة التي تجاوزت الخمسين من عمرها والقاطنة في منزل مهترئ للغاية مع أولادها الثلاثة العاطلين عن العمل ويلخص لنا منزل نعيمة بالشريفية وهي أم لطفلين حجم معاناة الأهالي فمنزلها غير مكتمل ومزر ولا يحوي سوى بضع الأغطية المهترئة وأوان اعتلاها الصدأ وتؤكد والدموع لا تفارق مقلتيها أنهم يعيشون الفقر منذ مدة طويلة لكن تعمقت مأساتهم منذ سنتين عندما توفي زوجها وهو يوسف بن محمد بن أحمد البجاوي وتجد المرأة صعوبة في تدريس ابنيها لانعدام مدرسة بالمنطقة. وبعد جولة طويلة وحديث مطول تبينا حقيقة معاناة أهالي منطقة الصباح الذين اكتووا بنار التهميش لذا يطالبون بفك عزلتهم الدائمة عبر التدخل العاجل لتعبيد الطريق وبناء مدرسة ومستوصف