نظم امس مجموعة من المواطنين وقفة احتجاجية بشارع الحبيب بورقيبة علي خلفية محاولة الانتحار التي قام بها شاب حين عمد الى اضرام النار في جسده امام «المركز التجاري البلمريوم» احتجاجا على احتجاز عربته . «شعبك يحرق في روحو ياسيادة الرئيس» «شبابنا حرق ويتحرق يا لعريض» «اليوم هو وغدوة شكون» و«لاشرعية بعد الدم» هذه الشعارات وغيرها رفعها امس عدد من الشباب والمواطنين الذين هبوا من كل مكان ليعبروا عن غضبهم من محاولة الانتحار التي اقدم عليها شاب يعمل بائع متجول حيث قالت «سلمي اليفرني» بغضب «شبابنا يموت في سوريا وفي تونس والمجلس التأسيسي والحكومة يتصارعون على المناصب والكراسي ولا يكترثون لمستقبل هذا البلد» وهنا تدخل «علي القلي» وهو شيخ مسن كان شاهدا علي هذه الحادثة حيث روي ان هذا الشاب قبل ان يقدم على اضرام النار في جسده بدا يصرخ قائلا:« يا شعب مستقبلنا ضاع» ثم سكب البنزين على جسده ولولا تدخل المواطنين لكان في عداد الاموات .
قال وليد العليمي احد الشباب المحتج ان ناقوس الخطر بدا يدق اجراسه ليعلن عن حالة الغليان لدى الشباب التونسي العاطل عن العمل الذي فجر ثورة الربيع العربي ولكن لم يجن الا الاشواك والقهر ومن جهتها اضافت احدى المحتجات ان ذنب الشاب الذي اقدم على اضرام النار في جسده في رقاب اعضاء المجلس التأسيسي ووزراء الحكومات التي جاءت بعد الثورة لأنها لم تحقق مطالب العاطلين عن العمل بل بحثت عن حلول لاقرباء المسؤولين متناسية ان الثورة فجرها بائع متجول وغير بعيد عنهم تواجدت امرأة عجوز كانت في حالة هيسترية من البكاء خوفا على حياة هذا الشاب الذي يرقد حاليا في مستشفى بن عروس في حالة صحية خطرة .
دعت الحشود الى ضرورة اقامة انتفاضة جديدة لان عدد المضطهدين تضاعف بعد الثورة علي حد تعبيرهم حيث اكدوا ان ظاهرة الانتحار بعد احداث 14 جانفي تكاثرت عند الشباب الذي انتابه اليأس والرغبة في الموت بسب الظلم والبطالة والفقر والهوة بين الطبقات مما خلق حالات من الاحباط والرغبة في التخلص من الحياة وهنا وجه احد المتظاهرين سؤالا لحبيب اللوز قائلا له « وأنت تتحدث عن ختان المرأة واعتبرته عملية تجميل للنساء، ألا يوجد لديك عملية تجميل لواقع مثل هذا الشاب اليائس تعيد له شيئا من العزة والكبرياء ؟.