ضمن أنشطتها الثقافية وبرامجها الإبداعية والفكرية عقد عشية أمس الأول برواق الإبداع والفنون بدار الثقافة الشيخ إدريس ببنزرت لقاء مع الأديب والروائي والإعلامي السيد مراد البجاوي. اللقاء الذي تمحور حول رواية «طمارة كما شاءت» حضره أعضاء عن نادي الراحل مصطفى الفارسي للإبداع وعائلته ومحبي الأدب والمهتمين بالشأن الثقافي من الشباب حيث توقف المحاضر في مستهل حديثه في تساؤلات عن مدى حضور الأدب رواية وقصة وشعرا في حياتنا اليومية ومنه الثقافة وأصداؤها في فضاءات نشاطها ومنها المؤسسة الثقافية. وانه بعيدا عن نظرة تشاؤمية كمال قال البجاوي فإن مواكبة بعض الملتقيات من جمهور وإن كان بالمحتشم واو بالمتوسط يظل شذرة من شذرات التفاؤل بالواقع.
فرأس الجبل والعالية وقتلى والسلوقية وغيرها من المدن ومنها تستور تعكس إلى اليوم إسهامات الأندلسيين الوافدين على بلدان المغرب وإفريقيا بعيد الهجرة. وإن طمارة كما وصف هي الشخصية المحورية في الرواية تعد توليفة ما بين الحقيقة التاريخية على نسبيتها والخيال الروائي.
وفي توقفه عند الإطار العام لاحظ أن عمق التحولات والأحداث كانت قوية ومتواترة لا سيما مع نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر حيث نشأت في الأثناء تلك العلاقة الطبيعية في المحبة والهيام ما بين طمارة الاسبانية وسعد العربي المسلم ومنه تبدأ كما قال حدة الصراع وملاحقات العرب المسلمين ومنه ما اصطلح على تسميته بالمورسكيين وهم ممن اخفوا دينهم. وليقول الروائي عن رسالته ان الرسالة هنا إنسانية تحبك خيوط التواصل الذي من المفروض ان يكون الفيصل في العلاقات المجتمعية.
وان الأحداث في هذه الرواية الأولى واو بالأحرى الجزء الأول لتعكس فترة ما قبل القرن من الهجرة إلى بلدان المغرب والجزائر وافريقيا. وحيث يعقب «طمارة كما شاءت» في جزء أول جزء ثان في رحلة العبور ثم جزء ثالث واستقرارهم كمثال بإحدى المدن التونسية ألا وهي تستور.
وفي كل هذا رحلة أولى وأحداث اقرب إلى الملحمة التاريخية كما وصفها صاحب الرواية.