شهدت منطقة حامة الجريد بولاية توزر خلال الليلة الفاصلة بين يومي الأربعاء 13 مارس والخميس 14 مارس مواجهات بين شباب المنطقة وقوات الأمن. اندلعت الاشتباكات حوالي الساعة الثامنة ليلا في محيط مركز الحرس الوطني إثر تجمّع عدد من شباب حامة الجريد للاحتجاج على حكم قضائي صدر يوم الأربعاء 13 مارس ويقضي بسجن سبعة شبان لمدة ست سنوات وأربعة أشهر في قضية اتهمهم فيها رئيس مركز الحرس الوطني السابق بحامة الجريد بالاعتداء عليه وتهديده أثناء القيام بواجبه وهي تهمة نفاها المتهمون واعتبرها الأهالي تشفيا منه في متساكني المنطقة الذين حملوه مسؤولية تدهور الوضع الأمني بمنطقتهم خلال احتجاجهم عن قطع مياه الشرب عنهم شهر جوان 2012. استعمل أعوان الأمن القنابل المسيلة للدموع بصفة مكثفة لتفريق المحتجين وملاحقتهم في الأحياء السكنية وأثناء المواجهات تمّ تهشيم زجاج سيارة أمنية وحرق ثلاثة أكشاك لباعة منتصبين على قارعة الطريق وانقطع الكهرباء لحوالي نصف ساعة عن المنازل بعدد من الأحياء مما خلق حالة من الهلع لدى المتساكنين وخاصة الأطفال والنساء. رئيس مركز الحرس الوطني السيد منجي الخميلي قال إن استعمال الغاز المسيل للدموع كان اثر رشق المحتجين المركز بالحجارة ومحاولة اقتحامه ونفى ملاحقتهم بالأحياء إلا أن العديد من أهالي المنطقة أكدوا أن الملاحقة تمت داخل الأحياء السكنية واختنق بعضهم جراء الاستعمال المفرط للغاز المسيل للدموع. وبعد أكثر من ثلاث ساعات من الاشتباكات والمطاردة وحوالي منتصف الليل عاد الهدوء إلى المنطقة لكن حالة الاحتقان الناجمة عن رفض الأحكام الصادرة واعتبارها جائرة قد تؤجج الوضع من جديد إن لم يتم احتواء الأزمة.