لا يختلف اثنان في كون عديد المناطق الداخلية تعيش الخصاصة والحرمان وسوء الحال وهوما نتج عنه كثرة الاعتصامات والاحتجاجات منذ ما بعد الثورة للمطالبة بتجاوز هذا التهميش والاقصاء. ولكن أن تصل المسألة حدّ الانتحار حرقا فهذا يطرح أكثر من سؤال.. منطقة سوق الجمعة من معتمدية جندوبة الشمالية والتي تبعد عن مدينتة جندوبة 23 كلم وتضم أكثر من 05 آلاف نسمة عاشت ولا تزال التهميش وسوء الحال والذي كانت له تداعيات على المنطقة وسكانها وخاصة شبابها الذي تشرد هنا وهناك .
المنطقة ورغم كثافتها السكانية وما تحتويه من ثروات طبيعية غابية كانت أو فلاحية الا أن البطالة كانت سيدة الموقف فعاش الشباب التشرد ونزح الكثيرون نحو العاصمة بحثا عن العمل لضمان ولو القليل من مصاريف العائلة وكان عادل بن الحبيب الخزري أحد النازحين نحو العاصمة في سن مبكرة بعد انقطاعه عن الدراسة في فصل الثامنة أساسي ليتخذ لنفسه مكانا غريبا وسط الباعة المتجولين ليتنقل هنا وهناك متخفيا عن عيون الأمن والتراتيب التي تمنع الانتصاب الفوضوي داخل العاصمة وكان همه أن يوفر لقمة عيش لأمه التي تنتظره واخوته الأربعة الذين لا عائل لهم ولا عزاء لهم أيضا سوى الصبر .
وقوف الزنقة للهارب
خال الهالك عادل أكد ل «الشروق» وبكثير من المرارة أن عادل ينطبق عليه مثل «وقفت الزنڤة للهارب» فخير الانتحار بعد أن مل انتظار فرصة للحياة الكريمة والشغل اللائق فقرر الانتحار ليقدم درسا يجب الاتعاظ منه ولا تمر وفاته مرور الكرام وفي الخفاء لأنه عينة من آلاف الشباب المهمش بالجمهورية ومئات بمنطقة سوق الجمعة وخاصة من حاملي الشهائد المعطلين عن العمل لذا وجب أن تلتفت لهم الدولة وتحضنهم حتى لا يلقوا مصير عادل رحمه الله .
حضرت الشعارات أثناء الجنازة
الجنازة الشعبية لعادل رفع خلالها أهله وأقاربه وكل سكان المنطقة شعارات تطالب بالالتفات للجهة وتجاوز واقعها المظلم والذي دفع بعادل الى الانتحار ومن بين هذه الشعارات : التشغيل البنية التحتية الماء الصالح للشراب.
على الجميع تحمل المسؤولية
أهالي منطقة سوق الجمعة والذين هب أهلها لجنازة الراحل عادل بأعداد غفيرة ثم التنقل نحومدينة جندوبة وتنفيذ مسيرة جابت الشوارع ورفعت عديد المطالب التنموية والاجتماعية أكد خلالها المحتجون على ضرورة أن يتحمل المسؤولون مسؤولية ما حصل ويقفون وقفة شجاجة ويأخذون العبرة مما حصل لأن أشباه عادل كثر والخوف كل الخوف أن يلقوا نفس المصير الذي لقيه جراء الفقر والتهميش والبطالة التي تراكمت لتلد من رحمها المأساة .