شيع المئات من سكان قرية سوق الجمعة الشاب عادل بن الحبيب الخزري الذي توفي يوم أول أمس إثر إصابته بحروق بعد أن أضرم النار في جسده بالعاصمة احتجاجا على وضعه الاجتماعي. بالوصول إلى قرية سوق الجمعة من معتمدية جندوبة الشمالية والتي تبعد 23 كلم عن مدينة جندوبة وتضم أكثر من 03 آلاف ساكن وجدناها تعيش شللا تاما بسبب غلق جميع ما بها من مؤسسات ومرافق رغم قلتها وذاك احتجاجا على وفاة عادل وتضامنا معه (المدرسة الإبتدائية الإعدادية مركز البريد المحلات – المقاهي...).
عينة من الشباب المهمش
عم الضحية السيد يوسف الخزري أكد ل «الشروق» أن ابن أخيه دفع ضريبة التهميش والإقصاء الذي عاشته المنطقة وهو عينة للشباب الذي ينزح نحو العاصمة طلبا للرزق الذي غاب وجوده بمدينته جراء التهميش و الإقصاء وهو نفس ما أكده خاله الناجي الخزري البوزيدي الذي أكد أنه كان شاهد عيان على العملية والتي سببها منع عادل من الانتصاب بالعاصمة لبيع السجائر وهو الذي لم يجد حلا لحالة القهر و الظلم التي أحس بها سوى حرق نفسه .
أبر أبنائي مات من أجل الخبزة
أم عادل السيدة لطيفة السلطاني أكدت أن ابنها مات من أجل الخبزة وكان يشقى لأجل أن يوفر لنا قوت اليوم وهو أبر أبنائي والعائل لأسرة تتكون من 05 أفراد لقد كان يتعب لنأكل نحن لقد ظلمته الظروف مرتين الأولى عندما أطرد من الدراسة والثانية عندما منع من الاسترزاق ابني ضحية التهميش والفقر وسوء الحال وهو نفس ما ساندتها فيه ابنة خالتهألفة التي اعتبرت أن عادل كان همه توفير لقمة العيش ومصاريف التنقل والدراسة لإخوته لقد خذلته الظروف الإجتماعية والمادية الصعبة.
أين أنتم
عمر الشقيق الأصغر للهالك ذكر أن العائلة عانت ومنذ زمن التهميش وسوء الحال بدءا بوضعية والده وصولا لشقيقه الذي سدت أمامه الأبواب فقرر الانتحار ويأتي كل هذا وسط غياب دور الدولة والحكومة وغياب المسؤولين الذين لم يحركوا ساكنا للحادثة. وتصوروا أنه وأمام ظروفنا المادية والمعنوية القاسية وقعت مطالبتنا بمبلغ 230 د لنقل شقيقي من العاصمة نحو سوق الجمعة بواسطة سيارة إسعاف.
جنازة حاشدة وغضب كبير
جنازة عادل التي حضرها مئات من سكان المنطقة كما بعض الوجوه السياسية (الرابطة الجمهوري المعطلين الجبهة الشعبية...) تزامنت مع غضب شديد من الحاضرين الذين رفعوا شعارات ولافتات ضد الإقصاء والتهميش وتنديدا بما دفع عادل للإنتحار على نحو «أعلاش عادل مات ياحكومة عار عار أعلاش عادل مات بالنار ...».
عادل انتقل إلى جوار ربه وقد بلغ بانتحاره رسالة مضمونة الوصول مفادها أن الانتحار على مرمى حجر طالما أسبابه متوفرة وأنه يتعين القضاء عليها حتى لا تضطر الجهات الداخلية والمناطق المهمشة إلى دفع مزيد الضحايا و الأبرياء.
مسيرة بعد الجنازة
بعد تشييع جنازة الشاب شكري الخزري بمقبرة سوق الجمعة تنقل أهله و أصحابه إلى مدينة جندوبة بعد أن قطعوا مسافة 23 كلم احتجاجا على عملية التهميش والإقصاء التي تسببت في الوفاة.
المحتجون وهم ما يزيد على مائتي شخص جابوا شارعي المغرب العربي الكبير وشارع النخيل وتوقفوا أمام مقر ولاية جندوبة ورفعوا شعارات ورددوا هتافات على نحو «يا حكومة عار عار الحرية تفدى بالنار يا حكومة عار عار أعلاش عادل مات بالنار ...» إضافة الى ترديد النشيد الوطني.
حالة الغضب التي بدا عليها المحتجون تزامنت مع تعزيزا ت أمنية راقبت المسيرة عن قرب تحسبا لكل طارئ.