فقدت أسرة المحاماة والعائلة الحقوقية أحد هاماتها ورموزها.. انه الاستاذ ثابت قوادر المحامي والمناضل السياسي والحقوقي الذي خاض مسيرة شاقة من العمل الوطني في أبعاده الحقوقية والسياسية والجمعياتية. الفقيد باشر مهنة المحاماة سنة 1973 بعد ان عمل معلما واستاذا بمدارس ترشيح المعلمين والمعلمات بتونس. والأستاذ الفقيد باشر قضية المرغني الاولى سنوات 73 و74 و75 واسس فرع رابطة حقوق الانسان بقفصة في 29 ماي 79 ثم رافع في قضية المرغني الثانية سنة 1980 ضمن ما يعرف باحداث قفصة وفي سنة 1981 تابع قضايا الاسلاميين واسس في نفس السنة حركة التجمع القومي العربي مع الاستاذ البشير الصيد . أول مظاهرة في ثورة الخبز
في غرة جانفي 1984 وبوصفه رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان قاد اول مظاهرة سلمية في ثورة الخبز تم ايقافه على إثرها وهو التحرك الذي أثار غضب بعض رموز الرابطة انذاك حسب ما صرح لنا به الاستاذ الفقيد في حديث سابق معه (الشروق 25/11/2012) .الاستاذ قوادر باشر قضية الاستاذ البشير الصيد الاولى التي تمت بسجنه سنة 1985 وهي السنة التي اوقف فيها الفقيد أيضا بسبب موقفه من القصف الصهيوني لحمام الشط وقد كانت للاستاذ ثابت مساهمة بارزة في الدفاع عن النقابيين في احداث 1978 وذلك بكل من قفصة وتونس والمنستير وبنزرت وصفاقس واهتم أيضا بقضايا حزب العمال الشيوعي وآخرها قضية المناضل حمة الهمامي في افريل 2002 وقد واصل الاستاذ نضاله متعدد الابعاد في محطات مختلفة اجملها بالقول «اعتبر نفسي مسؤولا عن كل مظلوم اوجائع اوعاطل عن العمل» وذلك في وثيقة موجزة لسيرته الذاتية.
أحبّه الجميع
الاستاذ الفقيد عاش 73 سنة امتلك فيها حب الناس وتقدير كل الحقوقيين والسياسيين والنقابيين وعامة الناس او«الزواولة» كما كان يعبر عنهم دوما في مرافعاته واحاديثه وهي الفئة التي دافع عنها طويلا وبلا حساب. هذا الحب والتقدير برزا في الجنازة المهيبة التي ودع فيها الى مثواه الاخير وواكبها بصفة خاصة زملاؤه المحامون والحقوقيون والنقابيون والعائلات السياسية ومكونات المجتمع المدني والمثقفون والمبدعون وعموم ابناء الجهة.