التأمت يومي الاثنين والثلاثاء الندوة الوطنية السنوية للمندوبين الجهويين للشباب والرياضة وكانت مناسبة اتفق فيها الوزير وكاتب الدولة مع كافة المندوبين على أن الاصلاح الرياضي لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تحمّل المندوبون الجهويون مسؤولياتهم كاملة وارتقوا بدورهم الى مستوى الصلوحيات المناطة بعهدتهم. ولن يتسنّى ذلك إلا إذا أدركوا أنهم ليسوا موضوعين تحت الطاعة أو على ذمّة السادة الولاة وأن رسالتهم أنبل من أن تقتصر على تنظيم التظاهرات والاحتفالات وتسخير الطاقات الشبابية والرياضية بمناسبة الزيارات السياسوية لفخامة رئيس الجمهورية والسادة الوزراء تنفيذا لتعليمات ممثل الرئاسة والحكومة الأوحد بالجهة الذي لا همّ له سوى رسم صورة برّاقة وكاذبة في أعين أسياده رموز الاستبداد والتضليل.
انتهى وولّى ذلك العهد الذي كان فيه المندوبون الجهويون لعبة بين أيادي الولاّة لا ناقة ولا جمل لهم في استشراف مستقبل الرياضة بجهتهم ولا مساهمة لهم في القرارات المسقطة عليهم في خصوص احداث المنشآت من ملاعب وقاعات ومسابح الكثير منها تحوّلت الى مخازن أو محلاّت مغلقة أو أعشاش للحمام...
حالة مزرية
ولقد عاين وزراء الشباب والرياضة لحكومات الثورة بأنفسهم الحالة المزرية للخارطة الرياضية التي أجبر المندوبون الجهويون على لعب الدور الاساسي في تصميمها... حان الوقت إذن لأن يردّ الاعتبار إليهم... حان الوقت لأن تبنى أسس المقاربة الرياضية الجديدة انطلاقا من حاجيات الجهات وآفاقها.
حان الوقت بأن يقع اعداد ميزانية الدولة المخصصة للرياضة اعتمادا على برامج الجهات وفقا لخصوصيات كل منها... حان الوقت بأن تبنى السياسة الرياضية على مبدإ حق كل مواطن في ممارسته الرياضية ليس بالضرورة بالانتماء الى ناد لكرة القدم أو احدى الرياضات التنافسية وإنما خاصة بالنفاذ الى فضاءات مهيأة لتعاطي أي نوع من أنواع النشاط البدني كالمشي والهرولة والجري والفسحة في الغابات وتسلق الجبال والمغامرة في الصحارى...
حان الوقت بأن تبنى السياسة الرياضية على نشر الممارسة الرياضية على أوسع نطاق في القرى والأرياف، وفي المدن والمناطق ذات الكثافة السكنية الكبرى، في السواحل والجبال... حان الوقت كي نؤثث لمجتمع رياضي بأتم معنى الكلمة... والكلمة كلمة المندوبين الجهويين بالأساس...