تعتبر المنطقة السقوية بجهة جندوبة والتي تمتد على أكثر من 04 ألف هكتار إحدى أبرز روافد التنمية بالجهة بفضل ما توفره من نشاط ويد عاملة وكذلك انتاجا متنوعا يغطي حاجيات الجهة وجزءا هاما من الحاجيات الوطنية. تعاني المسالك الفلاحية بالمناطق السقوية بجهة جندوبة من الرداءة وهي ما صعبت من المهمة الموكولة لها في تسهيل الحركة المرورية لنقل المنتوج والبذور والأسمدة والأدوية وكذلك إنتاج الحليب وهو ما سبب استياء الفلاح والتعجيل باعتماد خطة جهوية في تعهد وصيانة المسالك حتى يكون التنقل عبرها في أفضل الظروف.
تعطل للمصالح
والوضع الذي تعانيه المسالك الفلاحية بالمناطق السقوية جراء الرداءة التي تظهر من خلال تراكم الحفر وكثرتها وتحولها لبرك من المياه يكون المرور عبرها نوعا من المجازفة خاصة للسيارات المحملة بأطنان من المنتوج والتي قد تنال الجزاء عطب يكلف أصحابها الكثير هذا إضافة لامتناع أصحاب السيارات عن التنقل داخل هذه المناطق خوفا من العطب وهو ما يجعل الفلاح يتكبد مشقة النقل على الدواب أحيانا.
الوضع عجل بتنامي مطالب الفلاحين بضرورة تحسين وتهيئة وصيانة المسالك الفلاحية بالمناطق السقوية لتسهيل نشاط الفلاح وقد أكد الفلاحون ل «الشروق» أن التدخل يكون على الأقل من خلال تعهد الحفر العميقة وتسويتها حتى يكون التنقل في أفضل الأحوال في انتظار تدخل مثالي هو في الحقيقة من واجب المندوبية الجهوية للفلاحة والموارد المائية كما أكد الفلاحون كذلك أن صيانة قنوات مياه الري وإصلاح الأعطاب يتسبب هو الآخر في رداءة المسالك لأنه يتم الحفر وإلقاء الأتربة بالطرقات وتركها متراكمة وهو ما يسبب تعطيلا ورداءة للطرقات وهو ما يزيد من معاناة الفلاح الذي ظل فكره عالقا بين الربح والخسارة وبين تأمين ظروف النقل لسلعه. المناطق السقوية بجهة جندوبة على أهميتها من حيث النشاط والإنتاج عرفت هذا الواقع نتيجة سنوات من التهميش وهي التي شهدت ميلادها سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ولم تكن بها تدخلات الصيانة والتعهد بالشكل الكافي والمطلوب وفق المتطلبات وهو ما جعل حجم الدمار كبيرا ويتطلب تدخلات مكلفة من ناحية الأموال وتتطلب الكثير من الوقت.
خطة جهوية
المندوبية الجهوية للفلاحة وأمام هذا الوضع الرديء للمسالك الفلاحية اتخذت خطة على سنوات تشمل مسألتين الأولى تعهد شبكة مياه الري والثانية المسالك الفلاحية حيث وقع حسب مصادر من المندوبية الجهوية للفلاحة برمجة 20 مشروعا في صيانة المناطق السقوية بكلفة 23.988 مليارا خلال ميزانية 2012 وسيتم برمجة مشاريع أخرى بكلفة 11.445 مليارا لحساب ميزانية 2013 وهي مشاريع تشمل صيانة الشبكة من الأعطاب وكذلك تعهد وصيانة المسالك الفلاحية وقد ظهر ذلك جليا بأكثر من 60 كلم بالمنطقة السقوية العيثة سوق السبت في انتظار تدخل عاجل بالمنطقة السقوية بوسالم البير لخضر (بوسالم) الجريف (جندوبة) الدورة (غار الدماء) الدخائلية (وادي مليز) والتي ظهرت بها جميعا عيوبا وحفرا وتقطعات وقد ختمت نفس المصادر بالتأكيد على أن قادم السنوات ستشهد تدخلات أخرى بعديد المناطق السقوية.
المنطقة السقوية عموما من مسالك وشبكة مياه الري تتطلب تدخلات عاجلة وآجلة كما تتطلب أيضا وعيا من الفلاح من خلال محافظته على ما يوجد بها من تجهيزات لدعم جهود الدولة والحد من النقائص التي سيكون هو الخاسر الوحيد عند التلف والعطب.