صعوبات القطاع الفلاحي لا تحصى ولا تعد وتتنوع بتنوع الزمان والمكان وغياب الحلول الجذرية زاد من تراكمها وقد تأزمت هذه الوضعية في السنوات الأخيرة... فمتى تحلّ هذه المعضلة؟ المسالك الفلاحية بالمناطق السقوية بالجهة والتي تمتد على أكثر من 45 ألف هكتار تتميز بالرداءة حين تتحول شتاءا لبرك من المياه والأوحال فينعدم التنقل عبرها مهما كانت الوسائل المعتمدة في النقل وهو ما يسبب تعطل العمل لأيام و أيام بالحقول وكذلك وقد كانت هذه النتيجة حتمية لغياب الصيانة والتعهد لهذه المسالك وذلك بردم الحفر و حفر خنادق جانبية لصرف المياه وهي التي تتراكم بشكل لافت شتاءا بعد نزول الأمطار.
رداءة المسالك وحسب عدد من الفلاحين بالمنطقة السقوية بوهرتمة 04 والعيثة وسوق السبت تسببت في تعطل نقل المنتوج نحو الأسواق وكذلك جلب الأدوية والأسمدة وكذلك نقل العمال وهو ما سبب تعطلا كان بالإمكان تجاوزه لو أحكمت صيانة هذه المسالك التي ظلت ومنذ الثمانينيات من القرن الماضي على ما هي عليه في غياب تدخلات سنوية وموسمية في الصيانة وهو ما زاد في تراكم الحفر وتحولها لبرك من المياه والأوحال فتحولت بذلك من حل إلى مشكل و قد ختم الفلاحون بالتأكيد على أنهم راسلوا مصالح مندوبية الفلاحة وعرضوا مشكلتهم هذه على إتحاد الفلاحين لكن دون مجيب رغم ضرورة التدخل للحد من هذا الإشكال الذي بات يهدد القطاع. غياب التدخل لصيانة وتعهد المسالك بالمناطق السقوية بالجهة سبب حسب الفلاحين أضرارا كبيرة إضافة لصعوبة التنقل ونقل السلع وجلب الأدوية والأسمدة وتتمثل هذه الأضرار في تواصل غمر المياه للحقول نتيجة غياب خنادق جانبية لصرف مياه الأمطار.
حال المناطق السقوية بجهة جندوبة تتطلب تدخلات وتوجهات جديدة تقطع مع الماضي وما سببه للفلاحين من معاناة وتؤسس كذلك لمستقبل يضع في الاعتبار حاجة القطاع لظروف ملائمة حتى يكون النشاط والإنتاج في مستوى التطلعات وتبدأ هذه الحلول بالاستماع لشواغل الفلاحين وتدارس الحلول ميدانيا وعمليا من خلال دراسات ذات جدوى وتدخلات مناسبة حسب الحاجة تجنبا لإهدار المال في تدخلات لا تجدي نفعا كما يتعين الأمر كذلك التفكير الجاد وبرمجة تدخل عام لهذه المناطق السقوية تمكن من صيانة عامة بما يمكن من تجاوز كل الصعوبات و إعادة النشاط الفعلي لآلاف الهكتارات أصبح الكثير من الناشطين فيها يحجمون عن النشاط تحسبا لكل ما ذكر والذي يقف بالمرصاد أمامهم.