تعاني مدينة المهدية من ضعف وتدهور البنية التحتية التي تشكو نقائص كثيرة خاصّة من حيث رداءة الطرقات التي أصبحت معضلة حقيقية أرّقت حياة المواطنين ومستعملي وسائل النقل. فبالرغم من مئات الملايين التي تستنزفها عملية تهيئة وصيانة طرقات المدينة سنوياّ، إلاّ أنّ أغلبها لازال يشكو عدّة نقائص على غرار الطريق الساحلية الرابطة بين مدينة المهدية ومدينة سلقطة، مرورا برجيش والدويرة والمناقع. هذه الطريق تمتدّ على طول 35 كلم وتعتبر إحدى أهمّ الطرقات الحيوية والمسالك السياحية في كامل جهة المهدية، فضلا عن كونها المتنفّس الوحيد الذي يلوذ به مستعملو وسائل النقل، حين تشتدّ حركة السير والمرور على الطريق الرئيسية بين المهدية وقصور الساف، والذين يلاحظون دون عناء مدى الحالة المزرية التي باتت عليها هذه الطريق، ليس فقط من حيث التصدّعات والتشققات والنتوءات المنتشرة عبر كامل الطريق، بل كذلك من حيث غياب علامات المرور، والإنارة اللازمة والكفيلة بحماية المسافرين ممّن يعتبرون أن استعمال هذه الطريق خاصّة أثناء الليل، مغامرة محفوفة بالمخاطر ولا تحمد عقباها باعتبار ضيق مساحة الطريق، وكثرة منعرجاتها، وانتشار ظاهرة «البراكاجات» التي تضرّر منها عدد من المواطنين في الفترة الأخيرة.
ومن هذا المنطلق فالضرورة باتت تقتضي أكثر من أيّ وقت مضى تدخّل السلط الجهوية من خلال إجراءات فورية وعاجلة، قصد إعادة تعبيد هذه الطريق، أو صيانتها من جديد وفق معايير عملية وذات مردودية ناجعة، والابتعاد عن أشغال الترقيع الوقتي التي لم تجد نفعا مع النشاط المكثّف لحركة النقل على هذه الطريق، بالإضافة إلى توفير دورية أمنية قارّة قادرة على حماية المواطنين والسياح الأجانب الذين يتوافدون بأعداد كبيرة على المهدية ويستعملون هذه الطريق بكثرة خلال زيارتهم للمواقع الأثرية التي تزخر بها المنطقة.