تعتبر منطقة «الحاجب» التابعة لبلدية سلقطة من معتمدية قصور الساف إحدى أهمّ المناطق الفلاحية التي تفيض بخيراتها الطبيعية على سكّان مدينة قصور الساف، والمدن والقرى المجاورة لها بفضل خصوبة أراضيها، وبساتينها التي تنتج أجود أنواع الخضر والغلال، فضلا عن كونها منطقة اصطياف يحلو فيها المقام وهي التي تجمع بين روعة الطبيعة وجمال بحرها وشواطئها الصخرية التي تعتبر كذلك مصدر رزق لعائلات تمتهن من ركوب البحر وقد توارثت ذلك جيلا بعد جيل. هذه المنطقة ورغم أنّ عدد سكانها يصل في ذروة الصيف إلى أكثر من 10 آلاف نسمة، إلاّ أنّها مازالت تشكو إلى اليوم من عديد النقائص، وتفتقد إلى أغلب مرافق الحياة الضرورية التي يمكن تلخيصها في غياب المدرسة، والطريق المعبّدة، والماء الصالح للشرب، والتنوير العمومي الذي يقتصر فقط على بعض المنازل بسبب المبالغ الطائلة المطلوبة في عملية الربط من طرف الشركة الوطنية للكهرباء والغار والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه لتحرم بذلك مئات العائلات من الماء والكهرباء على غرار حي «الخليفات والشراردة» الذي يعتبر النواة السكنية الأولى التي تفرّعت منها كامل أحياء المنطقة.
وأمام هذه الحالة أُجبر سكان هذه المنطقة على التنقل عبر مسالك فلاحية وعرة تقف معها حركة التنقّل وتتعطّل مصالحهم مع هطول الأمطار في ظلّ غياب طرقات مهيأة ووسائل نقل تقيهم عناء ومشقّة التنقّل من وإلى مدينة قصور الساف.
وما يثير الحيرة والاستغراب هو أنّ سكّان هذه المناطق يدفعون الأداءات المتمثلة في معلوم «الزبلة والخروبة» لفائدة بلدية قصور الساف مقابل خدمات غير متوفّرة، لذلك بات من الضروري أن يتمّ التفكير في مراجعة هذه المسألة بجدّية، حسب اقتراح المتساكنين، فإمّا إعفاؤهم من الأداءات، وإمّا إيلاء المنطقة الاهتمام اللازم ببرمجة بعض المشاريع التنموية التي من شأنها أن تحسن ظروف عيش مواطنيها وتفكّ عزلتهم وهو مطلب ملحّ في انتظار لفتة من السلط المحلية والجهوية لتغيير واقع مرير لمنطقة تعيش على واقع التهميش منذ الاستقلال.