علمت «الشروق» من مصادر مطلعة أن هناك محاولات من قبل جهات سياسية لإغلاق ملف الشهيد شكري بلعيد وتوريط جهة معزولة في عملية الاغتيال قصد عدم الكشف عن الجهة الحقيقية التي تقف وراء الجريمة النكراء. هذه المحاولات أخذتها هيئة الدفاع عن المتهمين الموقوفين في القضية والمنسوبين الى تيار ديني متشدد حسب رواية وزير الداخلية بعين الاعتبار وقد قدمت ملاحظات الى قاضي التحقيق بالمكتب الثالث عشر بالمحكمة الابتدائية بتونس تنبهه الى هذه المحاولات والمقصود منها توريط التيار السلفي من جهة وعدم الكشف من جهة أخرى عن الجهات السياسية التي تقف وراء عملية الاغتيال.
هيئة الدفاع شعرت أن الضمانات القانونية لمنوبيها أصبحت مهددة خاصة بعد تدخل جهات سياسية في الأبحاث وقد تضمنت ملاحظاتها أن هناك استهدافا لمجموعة من المواطنين لعقيدتهم الفكرية والعقائدية والسعي الى استئصالهم بالقتل أو التعذيب والتضييق وهو ما يستنتج تدخل السلطة السياسية في ملف المناضل السياسي شكري بلعيد من خلال ايهامها بكون المراجع الفكرية لقاتل الشهيد شكري بلعيد هي مراجع سلفية وهذه العملية رأت فيها هيئة الدفاع أنها تصب في نفس المسلك الاستئصالي وهو الأمر الذي جعلها تبرر أنها عند الضرورة سترفع الأمر للمحكمة الجنائية الدولية .
وقد طلبت هيئة الدفاع من السلطات التحقيقية ضرورة التفطن الى هذه النقاط التي يمكن من خلالها التلاعب بالملف. وقد ذكرت هيئة الدفاع بعدد من الوقائع التي ظهرت فيها أن هناك نوايا لتوريط التيار السلفي من خلال عمليات توجيه الأبحاث الى مرجع ديني عقائدي معين. خاصة أن وزير الداخلية السابق علي العريض كان قد أطل على الرأي العام التونسي في ندوة صحفية وأعلمه أن قتلة الشهيد شكري بلعيد «ينتمون الى تيار ديني متشدد» وهذا الأمر استنتجت منه هيئة الدفاع عن المتهمين أن هناك محاولات لتوريط منوبيها بأي طريقة كانت قصد عدم الكشف عن الجهة السياسية التي تقف وراء عملية الاغتيال.
وذكرت هيئة الدفاع بعدد من الوقائع التي استنتجت من خلالها وجود ارادة سياسية لتوريط التيار السلفي واجتثاثه من ذلك واقعة وفاة الشابين السلفيين بشير القلي ومحمد البختي بالسجن بعد دخولهما في اضراب جوع وحشي وهي وفاة ناتجة عن التقصير والاهمال. الى جانب وفاة امرأة بدوار هيشر فقط لأنها زوجة أحد العناصر السلفية وقد تجمدت الأبحاث في هذا الملف. وكذلك مسألة اقتحام السفارة الامريكية حيث تبين وجود اتصالات بين قيادات سياسية قصد استدراج هذه العناصر نحو السفارة. هذه الملاحظات وجهتها هيئة الدفاع الى السلطات التحقيقية حتى لا تقع في فخ ما تخطط وتدبر له الجهات السياسية القادرة على توجيه الأبحاث علما ان هيئة الدفاع أبدت احترامها وثقتها في قاضي التحقيق الذي يسعى حسب رأيها الى الكشف عن الحقيقة في ملف الشهيد شكري بلعيد.