70 ألف مشارك من كافة أنحاء العالم سيحضرون المنتدى الاجتماعي العالمي الذي سيقام لاول مرة بتونس. المنتدى سيحمل هواجس الشعوب الباحثة عن الحرية ومواضيع ساخنة في محاوره ومنها الهجرة والبطالة والإعلام البديل والجهاد في سوريا والمرأة لكنه ينادي بالابتعاد عن الدعاية السياسية. تناولت الندوة الصحفية المنعقدة امس بمقر الاتحاد العام التونسي للشغل والتي عقدتها اللجنة التحضيرية للمنتدى أبرز تفاصيل المنتدى الاجتماعي العالمي الذي سينعقد لاول مرة ببلد عربي وفي تونس.
وأشار المنظمون إلى انه قد تم رصد مبلغ يقدر بين مليار و200 مليون ومليار و700 مليون لإنجاح التظاهرة . وتنطلق فعاليات المنتدى الإجتماعي العالمي بالمركب الجامعي بالمنار بتونس يوم 26 مارس 2013 لتتواصل إلى غاية 30 من الشهر نفسه. ويعود تنظيم هذا الملتقى إلى سنة 2001 بالبرازيل حيث انتظم لأول مرة لمناهضة التطبيع.
جمعيات ونقابات
من المنتظر ان تشارك حوالي 4500 جمعية من كافة انحاء العالم منها 1000 جمعية تونسية في فعاليات وورشات المنتدى الاجتماعي العالمي المنعقد في تونس. وسيحتوي المنتدى على حوالي 960 نشاطا.
وستشهد مشاركة كبيرة من النقابات القادمة من مختلف انحاء العالم وتتمثل في مشاركة اكثر من 200 نقابة من العالم ومشاركة رئيسة الكنفدرالية العالمية والتي ستشارك خلال ندوة صحفية يوم الثلاثاء.
وسيتم مناقشة حوالي 11 محورا تهم التشغيل والشباب والمرأة والإعلام البديل والمناجم والحوض المنجمي والحروب في العالم والحقوق الاقتصادية والاجتماعية في العالم والصحة والعلم.
وحول إن كان المنتدى سيتحدث عن القضية السورية ومسالة الجهاد قال السيد عبد الرحمان الهذيلي إنه من الطبيعي ان يتحدث المؤتمر عن مثل هذه المواضيع في إحدى الورشات أو النقاشات لكنه دعا الاحزاب المشاركة والمتدخلين إلى عدم السقوط في الدعاية الحزبية وتسييس القضايا.
أمن ومسيرة
لأول مرة سيتم افتتاح أشغال المنتدى العالمي الدولي من خلال مسيرة ضخمة ستضم حوالي 20 ألف مشارك عوضا عن الافتتاح بالخطب كما يتم عادة. وتهدف هذه البادرة إلى التذكير بالحق في التظاهر وبالاحتفاء بالثورات عموما والثورة التونسية خاصة.
أما الاختتام فسيكون أيضا من خلال مسيرة تحيي ذكرى يوم الأرض وستكون من ساحة 14 جانفي إلى السفارة الفلسطينية . وأكد المنظمون أنه قد تم اتخاذ الاجراءات اللازمة قصد توفير الامن في محيط المركب الجامعي بالمنار بالتعاون مع وزارة الداخلية أما فيما يتعلق بالأمن داخل الحرم الجامعي فتكفلت بتنظيمه جمعية المعطلين عن العمل واتحاد الطلبة.
أما فيما يتعلق بالإقامة فتم توفير المبيتات والمعاهد على ذمة المشاركين بالتنسيق مع الوزارات المعنية فيما وفر اتحاد التضامن الوسائد والمفروشات ستقوم الجمعيات التي لها ميزانيات بتوفير السكن لموفديها بالنزل التونسية.
ودعت هيئة التنظيم إلى عدم السقوط في العنف وإلى الحوار البناء وعدم السقوط في الدعاية السياسية.
حلم النقابيين
كان الأمين العام لاتحاد الشغل قد دعا إلى إنجاح التظاهرة التي ستحتضنها تونس مؤكدا أهمية الدور الذي سيقوم به نقابيو الاتحاد قصد إنجاح أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي وأنه فخر لكل التونسيين أن تكون تونس أول بلد عربي يحتضن هذه التظاهرة العالمية التي سيحضرها الآلاف من الناشطين في المجتمع المدني. ودعا النقابيين إلى الحضور المكثف طوال هذا المنتدى الذي يمثل ملتقى المنظمات والنقابات والجمعيات غير الحكومية لمناقشة قضايا العدالة الاجتماعية والعولمة المتوحشة وغيرها من القضايا المهمة التي تتطلب رؤية أكثر اجتماعية وإنسانية ضد كل قوى الاستغلال والرأسمالية المتوحشة وأن المنتدى في تونس يمثل اعترافا بثورة الحرية والكرامة وبدور مكونات المجتمع المدني في تحقيق هذه الثورة ..إنه حلم لا بد من إنجاحه دفاعا عن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية ضد الليبرالية المتوحشة و من أجل الدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها وفي التوزيع العادل للثروات وفي الشغل والتنمية والعدالة الاجتماعية و البيئة المستديمة وهي مبادئ تدافع عنها النقابات بمعية بقية مكونات المجتمع المدني من أجل الوصول إلى اقتصاد اجتماعي يحمي العمال بعيدا عن الاستغلال لذلك.