تمّ التفطّن خلال الأسبوع المنقضي الى مجموعة من المسلحين بجبل «القرن» بغابة قرن الحلفاية القريبة من مدينة تاجروين التابعة لولاية الكاف. وهو أعلى قمة بهذه الغابة والذي عرف بصعوبة التسلق اليه وكثرة مغاوره . فبعد أن تم رصد مجموعة مسلحة من طرف احدي الفرق الأمنية التي كانت تقوم بتمشيط الغابة في نطاق عملية عادية. ولكن هذه المجموعة المسلحة أطلقت النار عليها فردت فرقة أمنية ثانية كانت متواجدة بعين المكان النار بقرابة 14 طلقة نارية. ولكن المجموعة المسلحة انسحبت ولم تتمكن المجموعتان الأمنيتان من تعقبها نظرا لخطورة العملية لأنهم كانوا في أسفل القمة والمجموعة المسلحة بالأعلى. مما يجعل عملية الرؤية تكون أسهل بالنسبة للمجموعة المسلحة ويجعل الفرق الأمنية التي تحتها سهلة الاستهداف اذا حاولت اللحاق بها وتسلق القمة نظرا لطبيعة المكان .
مما تطلب الاستنجاد بتعزيزات أمنية من الحرس الوطنى والجيش والفرق المختصة وطائرة هيلوكبتر التي حلت بعد قرابة ساعتين. مما فسح المجال الى هذه المجموعة المسلحة من الانسحاب. مما يدل أن لها معرفة جيدة بمسالك الغابة وقدرة كبيرة على التخفي. كما أن عملية التمشيط الأولى تمت بأعوان منطقة حرس تاجروين الذين تنقصهم المعدات من ستائر واقية من الرصاص ووسائل النقل الكافية القادرة على التسلق الى الجبال. وعدم تخصص أغلبية أفرادها فى مثل هذه العمليات من التمشيط، لأن الأمن العمومي وحرس المرور ليس لهم التكوين للقيام بعمليات التمشيط كما ان الفرق المختصة التى قدمت من تونس العاصمة تطلب وصولها الى عين المكان أكثر من ثلاث ساعات وهذا مما جعل هذه المجموعة المسلحة تنسحب بسهولة وتتنقل الى مكان ثان أكثر أمان.
كما أن أغلبية المواطنين بولاية الكاف تحيروا وتساءلوا: كيف لمجموعة صغيرة من المسلحين تستطيع الافلات من قوات كبيرة حلت بعين المكان رغم ما عرف به أمننا من حرفية وقدرة فائقة على الوصول الى نتائج ايجابية والحال أن عملية التفطن اليهم (أي المسلحين) تمت مع التاسعة صباحا أي في وضح النهار وقبل 10 ساعات من نزول الليل .وشكك البعض منهم في المعلومات المقدمة من قوات الأمن واعتبرها مجرد مسرحية المراد منها القيام بعمليات تمشيط بيضاء وجعل المواطنين في المناطق الغابية على استنفار دائم لمراقبة الغابة.
والذي أكد ما ذهب اليه المواطنون تصريحات حراس الغابة المتواجدين نهارا وليلا ويعرفون جيدا الغابة ومسالكها حيث لم يلاحظوا أي حركة غير عادية بالغابة ولا اشعال نار والحال انه عثر على بعض وسائل الطبخ وبدلات عسكرية ومعدات لتنمية العضلات وحشايا بأحدي المغاور. حسب ما صرحت به الفرق الأمنية الى وسائل الاعلام ولكن لم يطلب من وسائل الاعلام التي كانت حاضرة على عين المكان تصوير هذه المعدات التى وقع العثور عليها. ولا نعرف الى حد الآن أين تم حمل هذه المعدات ولماذا لم يتم عرضها في وسائل الاعلام والحال أن وزارة الداخلية عودتنا على عرض كل محجوز في مثل هذه العمليات مما جعل عملية التمشيط هذه تطرح أكثر من سؤال محير