هل يتعرض «أبو زيد التونسي» إلى تتبعات عدلية بعد اعترافه بالجهاد وحمله السلاح في وجه الجيش النظامي السوري؟.. هل تحول إلى سوريا باجتهاد خاص أم بفتوى تلقفها من هنا أو هناك؟. تكوينه الديني وانتماءاته السياسية؟.. الطريقة التي وصل بها إلى أرض سوريا؟ سر عودته إلى تونس بعد 8 أشهر تقريبا من «الجهاد».. التمويل.. الغنائم..؟
تلكم هي بعض الأسئلة التي طرحتها الشروق على «أبو زيد التونسي» الذي ظهر مؤخرا في برنامج «التاسعة مساء» بقناة التونسية فأثارت أجوبته ردود فعل متباينة.. لماذا سافرت إلى سوريا؟
تحولت إلى أرض الشام بعد أن رأيت دماء المسلمين تسفك وتهدر.. رأيت الكبار والصغار والنساء يقتَلون يوميا.. مشاهد تمزق لها القلب فكان قراري في التحول إلى سوريا..
ومن أدراك أن هذه الصور حقيقية؟
رأيت عديد المقاطع من الفيديو، وحين تحولت تأكدت من صدقيتها بعدما شاهدت بأم عيني وسمعت بأذني «الأسديين» نسبة إلى بشار الأسد يقولون «لا إله إلا بشار» كما رأيتهم يقتلون الصغار والكبار على حد سواء..
هل تحولت إلا سوريا باجتهاد خاص أم بفتوى تلقيتها من هنا أو هناك؟
تحركت من ذاتي، ولم تحركني أية فتوى، وأؤكد لك انه ليس لي أي انتماء سياسي، تحركت بدافع إنساني.. وإيماني بانتمائي للبشرية والإنسانية جمعاء علما واني لا أدعي التعمق في الدين فأنا مسلم عادي.
هل تؤمن أن ما قمت به هو جهاد؟
هو فعلا جهاد، فسوريا أرض «جهاد دفع»، والمقصود بالدفع هو أن كل الحكومات تخلت عن تسليح سوريا، لذا أصبح الجهاد في أرض الشام جهاد دفع وهذا هو سر تحولي إلى هناك.
وهل تحولت بمفردك أم ضمن مجموعة.. وهل توجد مجموعات أو شبكات سهلت لك السفر؟
تنقلت بمفردي، بل ولم أخبر أي كان باستثناء والدي الذين أخذت منهما الموافقة، مع التأكيد على ان جهاد الدفع لا يوجب شرعا موافقة الوالدين.
هل لك أن تقدم لنا فكرة عن عدد التونسيين والتونسيات في سوريا؟
حسب بعض التقارير الإعلامية عددهم يناهز ال3500 تونسي، أما التونسيات فلم أصادف ولو واحدة فقط.. علما وأن المناصرين للشعب السوري من جنسيات مختلفة عربية وغير عربية وأغلب التونسيين انضموا إلى جبهة النصرة التي لا تقدم أية معلومات في هذا الشأن .
لا أعلم، لكن كل ما أعلمه أنهم يدفنون هناك في أرض القتال، وهذا فخر واعتزاز أن نموت في أرض الشام التي باركها الله.. كنت أتمنى أن أموت هناك لكن ذلك لم يحدث بالرغم من تعرضي إلى قنص وقصف بعض الدبابات والطائرات في مناسبات عديدة نجوت منها بأعجوبة..
بعد عودتك إلى تونس: ألا تنتظر بعض التتبعات القضائية؟
لم أقم بأي عمل إجرامي في بلدي حتى أخاف من التتبعات، سافرت نصرة لشعبنا في سوريا.. شعبنا الأعزل أطفالا وشيوخا وعجائز.. كنت في خدمتهم وحمايتهم بدافع إنساني .
هل هذا يعني أن مهمتك كانت تقتصر على تقديم الخدمات ولم تقتل بسلاحك «أسديا» كما تقول؟
لم أقتل بالمرة، ومهمتي كانت حراسة المدنيين العزل الذين أقدم لهم الخدمات في المستشفيات التي عملت بها مترجما للأطباء الفرنسيين مع توزيع المساعدات والمؤن.. كنت أناصر المسيرات السلمية في حلب وإدلب وأشحذ الهمم وأرفع المعنويات بالأناشيد وهي مسجلة كلها على «اليوتوب» وغيره.. لقد ظهرت كثيرا في المسيرات السلمية حتى أن الإعلام السوري «قتلني» في 6 مناسبات وأنا حي أرزق..
اتركنا في السؤال: ألم تقتل.. ألم تتلطخ يداك بالدماء؟
قلت لك لا.. وأعيدها، دوري اقتصر على تقديم الخدمات..
لكنك تحدثت عن الغنائم، والغنائم تكون للمقاتلين؟
الغنائم أقصد بعض الحاجيات الخاصة والتي أتلقاها من كتائب أحرار الشام التي انتميت إليها..
والسيارة التي تحدثت عنها.. هل هي كذلك حاجياتك الخاصة؟
السيارة تابعة لأحرار الشام، كنت استعملها في نقل المواطنين العزل وفي قضاء حاجياتهم في ذاك الوضع العصيب
وماذا عن السلاح؟
تسلمت سلاحا للدفاع عن نفسي عندما أكون في خدمة المواطنين السوريين..
وهل سيعاودك الحنين إلى السلاح اليوم وبعد عودتك إلى تونس؟
قبل أن أجيبك عن سؤالك، أؤكد لك ولغيرك أني لا أنتمي إلى أي حزب، وانتمائي الوحيد هو لوطني تونس.. لقد أديت واجبي العسكري وإذا طلبت مني السلطات التونسية الدفاع عن الوطن فلن أتردد، سألبي الدعوة وهذا هو مقصدي من لفظ الجهاد في تونس.. الجهاد ضد كل غاز لوطننا العزيز.. لن أرفع السلاح في وجه أي تونسي فكلنا والحمد لله مسلمون
وهل تفكر في السفر مرة أخرى «للجهاد»؟
سوف أبحث عن شغل في تونس، وسأتزوج انشاء الله، ولن أغادر تونس مرة أخرى إلا للسياحة..