في إطار فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المدرسي الفرانكفوني في دورته الثانية، نظمت مؤخرا الجمعية الوطنية لبيداغوجيا اللغات عروضا مسرحية باللغة الفرنسية شارك فيها تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية والمعاهد. شاركت خلال اليوم الأول من المهرجان الفرق المسرحية التلمذية في مستوى المرحلتين الابتدائية والإعدادية وذلك بفضاء دار الثقافة بمقرين، وقد تم خلاله عرض مسرحية ‹مختلفون لكن متحدون›من إنتاج تلاميذ المدرسة الابتدائية دشرة الحجاج من معتمدية العروسة ولاية سليانة وهي مدرسة ذات أولوية تربوية، وقد قامت المربية أحلام الدريدي بتأطير التلاميذ وأعطت من وقتها ما يقارب الأسبوعين حتى يتمكن منظوريها من حفظ أدوارهم على أحسن وجه.
والمسرحية الثانية كانت لتلاميذ المدرسة الابتدائية شارع الجمهورية بالزهراء للكاتب الشهير موليار بعنوان «Le malade imaginaire» نالت استحسان جميع الحاضرين، وقد أفادت المربية «هاجر المصلّي» المؤطرة للمجموعة المسرحية بأن اختيارها لمسرحية موليار لم يكن اعتباطيا بل نظرا للقيمة التي يحتويها هذا الأثر الأدبي وهي آخر الكتابات الكوميدية التي ألّفها كما صرحت بأن الهدف الأساسي من هذا العمل هو تنمية الزاد اللغوي للتلاميذ فكانت هذه المسرحية مناسبة لكسب مهارات في النطق والحفظ وقد أتت على عدد هام منهم باعتبارها تتضمن 12 دورا.
وقد ساهم تلاميذ المدرسة الإعدادية بالمروج الثالث بعرض مسرحية بعنوان «رسالة الأمل» من تنشيط الأستاذة سعيدة العجمي كما كانت هناك مساهمات أخرى من إنتاج تلاميذ المدرسة الإعدادية بالمكنين وعبد الله فرحات برادس.
وحدد اليوم الثاني من المهرجان لتقديم عروض المعاهد بفضاء دار الثقافة ابن رشيق بتونس فكانت مشاركات لكل من تلاميذ المعهد النموذجي بأريانة وبنزرت وتلاميذ معهدي حمام الأنف وحي السلام بومهل. عروض شيقة لكافة الفرق المشاركة تميزت خلالها مسرحية ‹كاليقولا› من إنتاج تلاميذ معهد الفتيات بسوسة نظرا لإتقانهم الجيد لأدوارهم ولطريقة النطق السليم والمتميز للغة الفرنسية كذلك مسرحية «La constituante» وهو عمل مشترك بين معهدي بومهل وحمام الأنف من تنشيط الأستاذتين ليلى عرجون ونرجس بن علي. وبالمناسبة التقت الشروق المتفقدة رقية الحيوني المشرفة على تكوين وتأطير هذه المجموعة فأفادت بأن هذه التجربة هي رائدة تساعد التلميذ على تملك اللغة الفرنسية إضافة إلى مساعدته على التواصل مع أصدقائه.
أما بخصوص الأهداف الرئيسية من وراء هذا المهرجان فقد صرح السيد البشير الطرابلسي عضو الجمعية بأنها بيداغوجية تسعى إلى خلق التجديد البيداغوجي للغات وتبادل التجارب بين أساتذة اللغة الفرنسية وتنمي الزاد اللغوي لدى التلاميذ باعتماد المسرح كأداة بيداغوجية تحفز التلاميذ على امتلاك هذه اللغة بطريقة سلسة.
ويدعو الأستاذ أحمد بن صالح بالمناسبة وزارة التربية إلى تبني مثل هذا المشروع وإدراجه ضمن البرامج الرسمية للتعليم باعتباره يحقق هدفين في نفس الوقت وهما تنمية الزاد اللغوي للتلاميذ وتنشيط الحياة المدرسية وذلك ببعث نواد للمسرح بالتنسيق بين أساتذة اللغات عموما وأساتذة المسرح.