لا تزال منطقة دقة من معتمدية تبرسق تنتظر نصيبها من التنمية بعد مرور سنتين عن الثورة رغم امتلاكها لكل دعائم الاستثمار في مجالي السياحة الثقافية والفلاحة. تفتقر المنطقة التي يسكنها أكثر من سبعة آلاف مواطن إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة ،هذه القرية التي ذاع صيتها على المستويين الوطني والعالمي بفضل موقعها الأثري الممتد على مساحة 70 هكتارا وهو لخير شاهد على أكثر من 15 قرنا من حياتها التي أسسها البربر فى أواخر القرن السادس قبل الميلاد والتي تأثرت بحضارة قرطاج وازدهرت في العصر الروماني.
وعن أهم شواغل أهالي دقة، تحدث السيد نبيل المناعي صاحب مقهى، فأفاد بأن أحد أبناء القرية تطوع لبناء مستشفى، وجهزه ببعض الأثاث والأدوات، من كراسي وأسرّة ومكاتب، إلا أنه لم يستغل بالشكل المرضي، حيث تم توظيفه كمركز رعاية صحية أساسية فقط ،ويضطر أهالي القرية للتنقل إلى مستشفى تبرسق ،وتكبد مصاريف وعناء التنقل وحتى بعض التجهيزات أتلفت وتم نقلها إلى جهات أخرى. ولايزال السكان متشبثين بهذا المطلب ، مطالبين وزارة الصحة ،بإحداث قسما للاستعجالي، وآخر لطب الأسنان والأطفال.وأما بخصوص السياحة الثقافية، فهي تشهد انتكاسة منذ السنوات الأخيرة، نتيجة عدة عوامل من أهمها، عدم الاهتمام بالموقع الأثري من جهة المدخل الرئيسي لمدينة دقة، حيث أن الطريق السياحية ضيقة ،وتحتاج إلى التوسعة، كما يفتقر إلى عدة مرافق، مثل المجموعات الصحية وغيرها ، وما زاد الطين بلة، هو تهميش المهرجان الدولي بدقة الذي يعتبر الشريان الرئيسي للمدينة.
وبالمناسبة التقت «الشروق» السيد الطيب بالحاج محمد مدير المهرجان، الذي صرح بأن المشكل الرئيسي يتمثل في قلة الموارد المالية، إذ أن ميزانية المهرجان في الدورة الماضية لم تتجاوز 40 أد، وهو مبلغ لا يفي بالحاجة علما وأن المهرجان مصنف ضمن المهرجانات الدولية مثل قرطاج والجم كما يرى تقصيرا من وزارة الثقافة حيث لم توافق في الدورة 36 الماضية على دعمه بعرض مارسيل خليفة، ولم يحظ بزيارة وزير الثقافة ولا من يمثله، منذ الثورة إلى حد هذا التاريخ ،كما لم تلق هيئة المهرجان دعما إعلاميا من طرف وسائل الإعلام عامة، إلا إذاعة الكاف وهذا الأمر زاد في تهميش المهرجان، الذي من المفترض أن يخدم السياحة الثقافية، ويستقطب جمهورا من كافة أنحاء الجمهورية وحتى من خارج أرض الوطن.
وأضاف السيد الطيب بأن مقر إدارة المهرجان تعرض للخلع والسطو فسرقت جميع تجهيزاته من مضخمات صوت ووسائل إضاءة وبالمناسبة يوجه دعوة إلى المصالح المعنية بوزارة الثقافة لتعويض المسروقات في أسرع الأوقات حتى لا يتعرض المهرجان في الدورة القادمة إلى عراقيل لوجستية.
وقد أشار مجدي عميرة بأن المنطقة في حاجة إلى مدرسة إعدادية ومعهد إذ أن أكثر من 400 تلميذ يدرسون بمدينة تبرسق كما يطالب ببعث منطقة صناعية حتى يتمكن المستثمرون من الانتصاب لبعث مشاريع تنموية علما وأن الأرض متوفرة وهي تمسح حوالي 13 هك .