تعيش مدينة تالة منذ مدة حالة من الفراغ الاداري نتيجة عدم تعيين معتمد جديد بعد فرار المعتمد السابق الذي لم تتجاوز مدة عمله على راس المعتمدية اكثر من 10 أيام؟ مع الاشارة الى ان الجهة تعاقب على تحمل المسؤولية الادارية فيها 4 معتمدين منذ الثورة فعدم توفر عنصر استقرار المعتمدين المعينين من الدولة اصبح يشكل معضلة حقيقية تنضاف الى باقي المعضلات التي تعيشها الجهة. ويؤكد كل من حاورناهم على ان هذا الفراغ الاداري اصبح يشل بشكل جدي مصالح المواطنين ويساهم في خلق حالة من الفوضى غير مسبوقة بالجهة وحتى تعيين معتمد «العيون» بالنيابة لم يجد نفعا لأنه يفتقر الى النجاعة.
الشروق حاورت بعض المواطنين وطرحت عليهم الاسئلة التي تؤرقهم ما هي الانعكاسات السلبية للفراغ الاداري على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والامنية في الجهة؟ ما هي رؤيتهم للحلول الممكنة لضمان نوع من الاستقرار الاداري في حجم تحمل المسؤولية الادارية لمعتمدية لها خصوصية دقيقة مثل تالة ؟
مسالة مقصودة وممنهجة
أغلب الذين تحدثنا اليهم ينظرون الى مسالة الفراغ الاداري على انها مسالة مقصودة وممنهجة اذ يعتبر السيد عادل عرباوي بان الدولة في تراخيها عن ايجاد حل جذري لتفادي الفراغ الاداري بتعيين شخصية قوية وكفأة لها قدرة على التحمل والتسيير تبدو وكانها تقصد هذا الفراغ لتبرير تأخر التنمية وتعطل المشاريع ويضيف بان حل تكليف معتمد بالنيابة لم يحل المشكل خاصة وان معتمد العيون الذي كلفته الحكومة بالاشراف المؤقت على حظوظ تالة يكتفي بالتعامل مع المشكلات العالقة عن طريق الهاتف ولم يزر تالة ولو مرة واحدة وحتى الامضاء على الوثائق المتأكدة يقع توجيهها له الى مدينة العيون ويضيف محدثنا بان الكثير من المشاكل في المؤسسات لم تجد الى حد الان من يحلها مثل مشاكل مركز التكوين المهني الذي عمد مسؤولوه الى التخلي عن 24 عاملا من عمال الالية 16 وإعادتهم الى المعتمدية بدعوى عدم حاجة المركز الى مثل هذا العدد ويؤكد في نفس السياق السيد محمد الصغير هواشي بأن هذا الفراغ الاداري عمق حالة الاحتقان في الجهة وضاعف من غضب المواطن الذي تعطلت مصالحه ولم يجد من يصغي الى مشاغله الكثيرة مما يهدد بحالة من الفوضى والتوتر لا يعرف احد عواقبها.
عجلة التنمية معطلة
ويضيف بان عجلة التنمية بالجهة معطلة اصلا ووعود المشاريع لم تتحقق وحلول التنمية غائبة يزيدها الفراغ الاداري تعقيدا فتصبح الحياة في تالة جحيما لا يطاق ويتساءل محدثنا كيف السبيل الى استرجاع احساس ابناء تالة بالامان؟ كيف السبيل الى استرجاع هيبة الدولة والمؤسسات في غياب سلطة ادارية مقتدرة تتمثل في المعتمد؟ كيف السبيل الى معالجة الاشكاليات التنموية العالقة؟ كيف السبيل الى تفعيل دور المجلس الجهوي للتنمية؟ ما السبيل الى مواجهة اعباء الاشكاليات المتعلقة بالاستعداد للامتحانات الوطنية والاعداد للموسم الفلاحي وحل مشاكل عملة الحضائر والآليات وبرامج المساكن الاجتماعية؟ ما السبيل الى تفعيل دور الجمعية التنموية المعطلة؟ ما السبيل الى كل ذلك وغيره في غياب سلطة ادارية؟ السيد سالم الرقيق يعتبر بان الحكومة الجديدة والسيد وزير الداخلية الجديد الذي يعرف جهة تالة جيدا ويكن لها محبة خاصة مطالبان بحل مشكلة الفراغ الاداري بصورة عاجلة بتعيين معتمد ذي كفاءة قادرة على توحيد ابناء الجهة حول اهداف التنمية والخروج بالجهة من حالة الاحتقان. ويضيف محدثنا بأن ابناء تالة لا يريدون «ساعي بريد» فاقد للصلاحيات مقيد بالتعليمات بل يريدون مسؤولا له قدرة على اتخاذ القرار وله صلاحيات واسعة تستعيد ثقة المواطن.