جدّت حادثة خطيرة تمثلت في اعتداء منقبتين على فتاة من خلال قص شعرها وحرقه ثم سكب البنزين على جسدها وتهديدها بالقتل حرقا وذلك بمقبرة. وهو ما أثار هلع زوار المقبرة ومتساكني المنطقة المجاورة لها. الحادثة جدت منذ يومين بمقبرة سيدي الجبالي من ولاية أريانة وهي مقبرة عامرة بالزوار وتقع قرب بعض المنازل كما أن مساحتها شاسعة. وقد انتشرت الحادثة بسرعة في صفوف أهالي المنطقة، وأثارت الجريمة الهلع والخوف في صفوف زوار المقبرة.
عند بلوغ الحادثة الى مسامعنا توجهنا الى مكان المقبرة والتي تحيط بها محطة نقل جماعي وبعض المنازل للتقصي حول حقيقة الحادثة. وقد أفادنا شهود عيان أن الحادثة جدت عندما كانت المتضررة تؤدي زيارة الى قبر والدها، حيث فوجئت بمنقبتين اتضح في ما بعد أنهما رجلان عمدا الى مداهمتها ثم شلا حركتها و قيداها من خلاف (يد وساق) بواسطة ردائها وبعد ذلك قاما بقص جزء من شعرها وسكبا عليه البنزين ثم أضرما فيه النار. وبعد ذلك واصلا سكب البنزين على كامل جسدها وهدداها بحرقها بالكامل.
وبتوجهنا الى مكان الواقعة حيث وجدنا مساحة سوداء عليها آثار النار والشعر المحترق وقد تمت العملية في مكان مرتفع من المقبرة وبعيد عن أعين العمال والزوار. وفي هذا السياق يقول العامل فوزي إنه بتاريخ الواقعة وفي حدود الساعة الثانية بعد الزوال كان مستلقيا تحت شجرة زيتون وفجأة شاهد دخانا يتصاعد في السماء فذهب مسرعا ورغم أنه تعثر في أحد القبور وسقط أرضا الا أنه واصل الركض الى أن وصل الى الضحية التي وجدها تحاول فك قيودها وكانت النيران تلتهم شعرها المقصوص ورائحة البنزين منبعثة من جسدها. وأضاف العامل فوزي أن الفتاة كانت خائفة ومرعوبة من الحادث الذي تعرضت اليه وقد كان جسدها مبللا بالبنزين وقد أعلمته أن رجلين متنكرين بالنقاب عمدا الى الاعتداء عليها .
وأشار محدثنا الى أن الضحية لم تصح ولم تطلب النجدة ولو لا الدخان لكانت النيران التهمت جسدها أيضا. مؤكدا أنه فور بلوغه الى مكان الواقعة تمكن المعتديان من الفرار وهناك تم اعلام الوحدات الأمنية بالأمر. من جهة أخرى أفادنا عامل آخر يدعى كمال أن هذه الحادثة تقع لأول مرة بالمقبرة التي يعمل فيها منذ ثلاث سنوات. مؤكدا أنه بتاريخ الواقعة كان بعيدا عن مكان الحادثة إلا أنه فجأة شاهد جمعا من الناس فالتحق بهم وهناك شاهد الضحية التي كانت مبللة بالبنزين وكانت النيران تلتهم شعرها المقصوص. وقد كان الجميع مذهولا مما حدث. واكد شهود عيان ان الوحدات الامنية انتشرت بقوة داخل المقبرة وخارجها وقد كثفت مجهوداتها للبحث عن الجناة اثر الحادثة. وقد تعهدت فرقة مقاومة الاجرام بالقرجاني بالبحث وقد تمت معاينة مكان الحادثة علما أن الأبحاث مازالت متواصلة لإيقاف الجانيين.
وحسب مصادر مطلعة فان المتضررة أفادت عند سماع أقوالها من قبل باحث البداية أنها بتاريخ الواقعة توجهت الى المقبرة لزيارة قبر والدها وهي معتادة على الذهاب الى المقبرة. مضيفة أنه قدم نحوها شخصان لم تستطع التثبت من ملامحهما لأنهما كان يرتديان النقاب. وأكدت المتضررة أنها فشلت في التعرف على ملامحهما بسبب النقاب الذي كان يضع كل واحد منهما على رأسه فلم تظهر إلا عيونهم مضيفة أنها اكتشفت بأنهما رجلان من خلال نبرات صوتيهما وقد توجها نحوها بالسؤال لماذا جاءت الى المقبرة ؟ وماذا تفعل؟ ثم سألاها لماذا لا ترتدي النقاب؟ وذكرت مصادرنا أن المعتديين لم تكن نيتهما السطو على المتضررة التي أكدت أنهما لم يستوليا على أموالها اضافة الى أنها تجهل هويتهما.