دعا رضا بلحاج (الناطق الرسمي لحزب التحرير) للانفكاك عن كل عمالة والعمل على كشف ملفات الاستعمار الفرنسي. وقال «توجد عدة وثائق تخص حقبة الاستعمار مازلنا نجهل مضامينها لذلك ندعو الى كشف كل الوثائق والحقائق وخاصة كواليس وثيقة الاستقلال». وأفاد خلال الندوة الصحفية التي نظمها أمس حزبه بقصر المؤتمرات بالعاصمة التي عبر فيها عن موقفه من الاستعمار الفرنسي والارتهان للأجنبي والعمالة، قال «اذا تم الكشف عن هذه الملفات سوف يصطدم التونسيون بالعديد من الحقائق التي ترتقي الى حد الفضيحة ، كما ندعو الى اعتبار كل من تورط في الفساد خائنا خيانة عظمى وبعث بنك معلومات توضع فيه جميع الأدلة عن العمالات ليكون في متناول السياسيين المخلصين وعلى أساسه يتم اتخاذ الاجراءات الصواب».
واعتبر أن لا ثورة ناجحة الا اذا تم التأمين من التدخل الأجنبي وأن الخيانة والعمالة جابت النكبات للأمة وتابع «يجب وضع الاصبع على مكمن الداء وهو الارتهان للأجنبي والعمالة. وأن حزب التحرير يعمل على صياغة ميثاق شرف للسياسيين والاعلاميين فيه تأكيد على أن الارتهان للأجنبي خيانة عظمى وسوف يتم تقديمه عنوان للمرحلة القادمة». وعن موقفه مما يحدث في سوريا ومسألة ما يعرف بالجهاد قال «توجد مزايدات على الثورة في سوريا وتغير مواقف السياسيين ووسائل الاعلام راجع الى تغيير موقف أمريكا» وانتقد رضا بلحاج مواقف تركيا وايران ودول الخليج قائلا «تركيا عميل أكبر للأمريكان في المنطقة والخليج». وانتقد السيد عبد الرؤوف العامري الأوضاع التي تميز البلاد وضبابية المشهد السياسي وقال «الغاية استبعاد الاسلام نهائيا من حياة المسلمين وتأبيد فصل تونس عن العالم الاسلامي وتكريس وضع العبودية والتبعية للغرب المستعمر وتدجين الحركات الاسلامية».
وانتقد الأستاذ فتحي مروان بدوره سياسة الاستنزاف المنظم للثروات الباطنية وأفاد « الحكام يصورون لنا البلاد فقيرة بلا ثروات ولا تملك أن تعيش الا بمساعدة الغرب المستعمر, وما القروض والمديونية الا الحصاد المر لهذه السياسة.
واعتبر أن تدخلات الصندوق الدولي لفرض سيادته نتج عنها استفحال المدونية والفقر والبطالة وارتفاع أسعار المواد الغذائية. كما انتقد ردة فعل الحكومة التي تبرر الارتهان للأجنبي بحجة الاستثمار ونقل التكنولوجيا وقال «الأصل أن الاستثمار يدعى اليه لحل مشكلة البطالة التي لاحل لها في ظل نظام رأسمالي أما نقل التكنولوجيا لا يتخذ طريق العمالة.»
والبعض الآخر من المتدخلين في الندوة التي نظمها حزب التحرير ذهبوا الى حد اعتبار أن اشاعة الفوضى بين الناس لتعميق الاحتقان الشعبي تغطية للعملاء لطلب التدخل الأجنبي وحتى الغرب سعى حسب اعتقادهم الى تحريك آلته الاعلامية وتوظيفها خدمة لهذا الهدف .