ندد «رضا بلحاج» الناطق الرسمي باسم حزب «تحرير» تونس خلال ندوة سياسية اعلامية نظمها الحزب بقصر المؤتمرات بالعاصمة بعنوان «موقف حزب التحرير من التدخل الاستعماري في البلاد.. ضد الارتهان الأجنبي والعمالة»، بما عبر عنه ب«استغلال الكافر الاجنبي لثروات تونس وكل اوجه التعامل مع الاجنبي والارتهان له» موضحا ان المعركة التي يقدم عليها حزب «التحرير» في هذا الصدد «هي معركة ضروس سيكون فيها ضحايا» -على حد تعبيره-، كما دعا «بلحاج» خلال هذه الندوة الجميع الى الانفكاك من «العمالة» والعمل على نشر كل ملفات الاستعمار الفرنسي واعتبار كل من وضع يده في يد «الكافر الاجنبي» خائنا بالاضافة الى العمل على ايجاد بنك للمعلومات مخصص لتخزين الادلة على العمالات وتوثيقها. وأشاد «رضا بلحاج» خلال هذه الندوة الصحفية التي تميزت بحضور عدد من الامناء العامين للاحزاب (عبد الرؤوف العيادي، محمد صالح الحدري، جلول عزونة..) وعدد كبير من اعضاء المكتب السياسي لحزب التحرير، بالدور الذي يلعبه بعض السياسيين في التصدي للاجندات والمخططات الاجنبية مستشهدا ب«عبد الرؤوف العيادي» رئيس حركة «وفاء» الذي وصفه ب«الشوكة في حلق الكافر الاجنبي». وشدد «بلحاج» على ضرورة اعتماد الاسلام ولا شيء غير الاسلام بديلا موضوعيا للنظام الراسمالي قائلا: «لم يبق من ضديد للعولمة الماكرة سوى الاسلام» -حسب قوله-، مضيفا: «لقد آلينا على أنفسنا أن نخوض المعركة في ساحتها الدولية لأنهم يزايدون على الامة وهي بصدد تحرير نفسها الآن ونحن لن نخذلها في هذا التمشي.. ندرك جيدا ان المعركة معركة ضروس وانه سيكون فيها ضحايا ليس بالاغتيال ولكن ربما بوضع العراقيل ولكننا سنواصل خوضها حتى النهاية». اما من الجانب العملي، فقد اكد «بلحاج» ان تونس تعيش –برأيه- فراغا استراتيجيا وصفه بالرهيب، مردفا: «تونس في مهب العاصفة الدولية فكل من يخون الدين يخون الحياة ومن هنا تبدأ العمالة للاجنبي،كذلك يتجلى الفراغ الاستراتيجي من خلال افتقارنا لمنظومة اعلامية قادرة على مواكبة الثورة ومجاراة نسقها بل على العكس بتنا نعيش زيفا اعلاميا رهيبا ورهيبا جدا». وأشار «بلحاج» الى نية حزب «التحرير» في التقدم خلال الايام القليلة القادمة بميثاق شرف مفاده ان الارتهان للاجنبي خيانة حتى يكون عنوانا للمرحلة القادمة، داعيا الى ضرورة الكشف عن كل الوثائق والحقائق التي تثبت تغلغل العمالة والعملاء في تونس. كما لم يفوّت «بلحاج» الفرصة للتوجه بدعوة إلى ضرورة الانفكاك من العمالة قائلا: «حتى الذين تورطوا ندعوهم الى التوبة وان يكونوا في صف الامة» -حسب قوله-، مشددا في ذات السياق على ضرورة العمل على نشر كل ملفات الاستعمار الفرنسي «التي ستكشف فضائح الاستعمار وفضائح تاريخ 20 مارس 1956» –على حد تعبيره دائما-. وطالب «بلحاج» بضرورة اعتبار كل من يضع يده في يد الاجنبي ويساعده على استنزاف ثروات البلاد «خائنا»، بالاضافة الى مطالبته بايجاد بنك للمعلومات توضع فيه كل الأدلة والوثائق الفاضحة للعمالة والعمالات،متابعا بشيء من الحماسة: «ما من حديث عن ثورات ناجحة الا اذا امنت نفسها من التدخل الاجنبي». وفي حديثه عن الوضع في سوريا وعن الدور الخليجي، قال «بلحاج»: «المنظومة الخليجية منظومة اعاقة في تونس وهي تشكل الان حزاما ناسفا بغية إجهاض الثورات العربية، كما دعا ب«بلحاج» الشباب التونسي الى اولوية البقاء في تونس «لاقتلاع العملاء قبل الذهاب الى الجهاد في سوريا».