شككت الولاياتالمتحدةالأمريكية في قدرة كوريا الشمالية على شن حرب واسعة لكن تقارير صحفية دولية أشارت إلى احتمال انفجار الحرب العالمية الثالثة من شبه الجزيرة الكورية. تصدر التوتر في شبه الجزيرة الكورية عناوين الصحف الدولية أمس ، ومن بين أبرزها تحذير كوريا الشمالية من وقوع الحرب «خلال ساعات».
حرب عالمية
واعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن تهديدات كوريا الشمالية بشن حرب نووية ضد جارتها الجنوبية والولاياتالمتحدة، قد تكون بداية حرب عالمية ثالثة، وقللت من قدرات الدولة الشيوعية في إشعال حرب واسعة النطاق نظراً لعدم امتلاكها تقنيات نووية تمكنها من تحميل صواريخها برؤوس نووية، إلا أنها لم تستبعد خطر وقوع أخطاء أو سوء حسابات قد يجر إلى المواجهة المسلحة. ورجحت «واشنطن بوست» في تقريرها التحليلي قيام كوريا الشمالية بهجوم صغير نسبياً كذلك التي نفذته قواتها بقصفها جزيرة «بيونبيونغ» التابعة للشطر الجنوبي عام 2010. من جهتها نقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن أحد أصحاب شركات السياحة، التي تنظم زيارات سياحية لبيونغ يانغ، عاصمة كوريا الشمالية، تلقيه تحذيراً من هناك بأن الحرب على وشك الوقوع بعد نصبها لصواريخ نووية استعدادا لمهاجمة الولاياتالمتحدةالأمريكية.
وتلقى ديلان هاريس، مدير شركة «سفريات لوبين» المتخصصة في تنظيم رحلات سياحية لوجهات غير سياحية كتشرنوبيل في روسيا وصربيا وإيران، ولديه مجموعة سياح في بيونغ يانغ حالياً، رسالة إلكترونية من السلطات في كوريا الشمالية تحذره من خطورة الوضع وأن اندلاع الحرب ربما مسألة ساعات.
استخفاف وتهديد
وكانت الإدارة الأمريكية استخفت بتهديدات كوريا الشمالية، بإعلان بيونغ يانغ أول أمس، تحضير صواريخها لضرب الولاياتالمتحدة وقواعدها بالمحيط الهادئ وتأكيدها أمس دخولها في حالة حرب»، ووصفت تهديدات بيونغ يانغ بأنها مجرد «خطاب عدائي».
وقال مصدر عسكري رفيع، رفض الكشف عن هويته نظراً لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام «ليس هناك أي مؤشرات، وفي هذا المرحلة، تدل على أنها ليست سوى خطابات كلامية».
وتبنى مجلس الأمن القومي الأمريكي موقفاً مماثلاً بالتقليل من شأن تهديدات الدولة الشيوعية ووصفتها الناطقة باسمه، كايتلين هايدن، بأنها «غير بناءة» و«ليست بالجديدة». وأضافت: «نلاحظ أيضا أن كوريا الشمالية لديها تاريخ طويل من التصريحات العدائية والتهديدات وإعلان اليوم يأتي على نفس النمط المألوف».
وتواصل الولاياتالمتحدة تعزيز قدراتها العسكرية، بما ذلك وضع خطط لنشر أنظمة صواريخ دفاعية، للتصدي لأي تهديدات عسكرية قد تمثلها الدولة الشيوعية التي وصفها الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش، بأحد محاور الشر. وتأتي تصريحات واشنطن بُعيد إعلان كوريا الشمالية أنها دخلت «حالة الحرب» مع جارتها كوريا الجنوبية، وهددت بأن الحرب لن تقتصر على الداخل فحسب، بل حرب نووية شاملة».
وجاء في بيان بيونغ يانغ، الذي نقلته وكالة الأنباء المركزية لكوريا الشمالية: وضع اللاحرب واللاسلم قد انتهى». ويذكر أن الكوريتين في حالة حرب، تقنياً، لأن الحرب في شبه الجزيرة الكورية من 1950 1953 انتهت بهدنة وليس باتفاق سلام. ويتهم محللون الولاياتالمتحدة يتصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية باستعراضها لقواها العسكرية على مشارف كوريا الشمالية، ومن بينها تحليق الطائرة الشبح «بي 2».