ضمن برنامج الاحتفال باليوم العالمي للمياه وفي جزئه الاول نظم منتدى الشباب والبيئة بدار الشباب محمد علي قابس حلقة نقاش وحوار تحت عنوان «وجعلنا من الماء كل شيء حي» . المنتدى حضره روادالدار من الناشئة والشباب أثثته الانسة أروى الشيباني المهندسة رئيسة مصلحة الدراسات والتعديل بإقليم الصوناد صحبة السيد رؤوف الطابعي تقني في الاقتصاد في الماء وتمحور حول ضرورة أن ينتبه الجميع لنضوب الماء وندرته وأن يعي جميعا وخاصة الاجيال القادمة أهمية المحافظة على الماء وترشيد استهلاكه في مختلف مجالات استعماله وقد تمكن الحاضرون من خلال النقاش من التعرف على الموارد المائية المتاحة بالجنوب التونسي عامة وجهة قابس خاصة ومختلف المراحل التي يمر بها الماء بداية من المصادر الرئيسية وصولا الى الخزانات للتعبئة والمعالجة ثم التوزيع وتلبية حاجيات المشتركين مرورا بمحطة تحلية المياه ببوشمة المركزة منذ جوان 1995 والتي انجزت بهدف تحسين نوعية مياه الشرب بكل من قابس الكبرى والحامة والمطوية ووذرف ومن أجل تخفيض درجة الملوحة للنصف تقريبا طبقا للمعايير والمواصفات الصحية العالمية وإجابة على تساؤلات الحاضرين فإن الشركة عاقدة العزم على تعميم التمتع بتحلية مياه الشرب على بقية المناطق بالولاية وبداية مرحلة الاستغلال خلال موفى 2014 إضافة للالتجاء مستقبلا للطريقة غير التقليدية بتحلية مياه البحر من خلال تركيز محطة بالزارات بطاقة انتاج تبلغ 50 الف متر مكعب يوميا لفائدة ولايات قابسمدنين وتطاوين.
منتدى الشباب والبيئة بدار الشباب محمد علي وفي الجزء الثاني من الاحتفال باليوم العالمي للماء نظم رحلة استطلاعية بالتنسيق مع دائرة الانتاج للصوناد وإطاراتها وفنييها بكل من محطة تحلية المياه بالديسة بوشمة، ومحطة ضخ المياه الجوفية بالفجيج الحامة، «الشروق» كانت حاضرة وواكبت الزيارتين كانت الرحلة الاستطلاعية مفيدة مكنت الزائرين من الناشئة والشباب من تنمية زادهم المعرفي من خلال الاطلاع والتعرف عن قرب على مختلف المراحل المتبعة بداية من مصدر الماء الوارد من المياه الجوفية بالفجيج والمدعم ببعض الابار الاخرى الذي يفوق درجة ملوحته 3 غ/ل ودخوله المحطة ومروره عبر أحواض ترشيح الاكسدة وإزالة الشوائب ثم ضخها نحو وحدة التناضح العكسي وتعبئته بخزانين بسعة 7500 متر مكعب وبإنتاج يومي عادي يفوق 25000 متر مكعب يتم توزيعه نحو خزانات المنارة، المدينة، بوشمة، وذرف، والحامة أين تتم عملية الخلط، كل هذه المراحل تخضع للمراقبة والتصرف الآلي عن بعد وتأمين حسن فاعليتها والتدخل عند كل طارئ فني بكل سرعة ونجاعة من طرف فنيين ومهندسين متواجدين في كل المنشآت الهامة .
أما في زيارتهم لمحطة ضخ المياه الجوفية بالفجيج الخبايات الحامة فقد تابع الشباب بكل اهتمام طريقة التبريد المتبعة للمياه الحارة المتدفقة من الابار المنتشرة على مساحة بعض الاميال القريبة من المحطة وعلى عمق أكثر من ألف متر من المائدة المائية العميقة «القاري الوسيط » الممتدة من الصحراء الجزائرية مرورا بالجنوب التونسي حتى الجنوب الغربي الليبي على مساحة تفوق المليون كلم مربع عملية التخفيض من حرارة المياه من 70 الى 35 درجة تقريبا تتم عبر دفعها نحو الاحواض بسطح المنشأة وتبريده بالمراوح ثم يعود الى الاسفل من خلال الانكسار أين تتلاشى الحرارة ثم يمر عبر أحواض أخرى لإزالة الشوائب والترسبات ثم ضخه نحو المنطقة الصناعية بقابس ومحطة التحلية ببوشمة ولمسافة 50 كلم تقريبا بمنسوب يفوق 450 لتر في الثانية . الزائرون استنتجوا من خلال الزيارتين أن الموارد المائية المتاحة لم تعد تفي بالحاجيات المتزايدة للمشتركين في كل المجالات التجارية، الصناعية، والسياحية، والاستعمالات المنزلية، والمرافق العمومية وتوسع شبكة التوزيع من شأنها أن تحدث بعض الاضطرابات خاصة في الفترة الصيفية وذروة الاستهلاك، وبالوضعية هذه الواجب يدعونا جميعا للضغط وترشيد الاستهلاك باعتبار الماء ثروة نادرة يجب المحافظة عليه والتكثيف من الحملات التوعوية في مختلف الفضاءات وعبر وسائل الاعلام وفي عديد المناسبات على مدار السنة ...