نسبة استغلال بعض الخزّانات المائية قليلة العمق فاقت 150% تونس الصباح: أصبحت ظاهرة التملح تهدد المياه الجوفية في تونس أكثر فأكثر.. هذا ما كشف عنه التقرير الوطني حول الموارد المائية بالبلاد التونسية الذي تم توزيعه على عدد من الإعلاميين بمناسبة اليوم العالمي للمياه الذي تحتفي به تونس إلى جانب بقية بلدان العالم يوم 22 مارس.. وهو ما يعني أن العقود القادمة ستكون صعبة.. وتقدر الموارد المائية الجوفية في تونس بحوالي 2165 مليون متر مكعب في السنة تتوزع حسب العمق على الخزانات المائية الجوفية قليلة العمق أي أقل من خمسين مترا وتحتوي على موارد مائية جوفية تقدر بنحو 745 مليون متر مكعب في السنة وعلى الخزانات المائية الجوفية العميقة وهي التي يفوق عمقها 50 مترا وتحتوي على موارد مائية تقدر بنحو 1420 مليون متر مكعب في السنة منها 770 مليون متر مكعب في السنة موارد مائية متجددة تتوزع على مناطق الشمال والوسط و650 مليون متر مكعب في السنة موارد غير متجددة توجد بالخزانات المائية بالجنوب. ويكشف التقرير الوطني حول الموارد المائية بالبلاد التونسية طريقة استغلال المياه الجوفية.. حيث يتم ذلك بواسطة 138 ألف بئر تقليدية منها 95 ألفا مجهزة بمضخات وبواسطة 5000 بئر عميقة و94 عينا جارية. وبلغ الاستغلال الجملي للخزانات المائية الجوفية في سنة 2005 حوالي 1955 مليون متر مكعب أي ما يعادل 91 بالمائة من جملة الموارد المتاحة. ونتيجة للتطور الاقتصادي والاجتماعي ارتفع حجم استغلال الموارد المائية الجوفية من 909 مليون متر مكعب سنة 1980 إلى 1955 مليون متر مكعب سنة 2005 وبذلك يكون الاستغلال قد تطور بنسبة 215 بالمائة في ظرف 25 سنة. وتجدر الإشارة إلى أن الخزانات المائية الجوفية قليلة العمق تتعرض إلى استغلال مكثف بلغ 807 مليون متر مكعب حيث أن نسبة الاستغلال الجملية لهذه الخزانات بلغت 108 بالمائة وفاقت نسب استغلال عدد من الخزانات 150 بالمائة مما أدى إلى انخفاض متواصل للمنسوب وتملح المياه خصوصا على الشريط الساحلي. في حين يقدر استغلال المياه الجوفية العميقة بحوالي 1143 مليون متر مكعب أي بنسبة استغلال تساوي 82 بالمائة وحسب ما تنص عليه مجلة المياه فإنه لا يمكن استغلال هذه الخزانات التي يفوق عمقها خمسين مترا إلا بعد ترخيص مسبق من الإدارة وبذلك فإن أغلبها لم يتعرض للاستنزاف إلا في حالات قليلة وفي مساحات محدودة. نوعية المياه الجوفية تتميز المياه الجوفية بنوعية كيميائية متوسطة إذ أن 48 بالمائة من الموارد ذات ملوحة تتراوح بين غرام ونصف في اللتر وثلاثة غرامات في اللتر. وتعتبر نسبة المياه المالحة مرتفعة نسبيا إذ أن 30 بالمائة من الموارد تفوق درجة ملوحتها ثلاثة غرامات في اللتر. ونظرا لتدني نوعية المياه الجوفية بمناطق الجنوب والوسط الشرقي يجدر التذكير بأنه تم اللجوء إلى تحليتها بانجاز محطة بجزيرة قرقنة ثم انجاز محطات أخرى بقابس وجربة وجرجيس وبرمجة محطات أخرى صغيرة لتوفير الماء الصالح للشراب في مناطق الجنوب التونسي. وتتميز المناطق الساحلية الشرقية بطلب متزايد على المياه وكثافة استغلال الموارد المائية التقليدية وتدني نوعية المياه.. ويهدف إنشاء محطات تحلية بالمناطق الساحلية إلى تلبية حاجياتها من المياه الصالحة للشراب وحاجيات الوحدات السياحية وبعض الوحدات الصناعية. كما يرمي بعث محطات تحلية بولايات الجنوب الشرقي إلى تلبية حاجيات المناطق العمرانية والسياحية بجربة وجرجيس وقابس وقرقنة من المياه الصالحة للشراب.. ويتم في هذه المناطق تحلية المياه الجوفية المالحة التي تتراوح درجة ملوحتها بين 3 و5 غرامات في اللتر وتنزل هذه الملوحة إلى صفر فاصل 2 غرام في اللتر.. ويشارك القطاع الخاص في مهمة تحلية المياه بسوسة والمهدية ونابل والقيروان لفائدة القطاعات السياحية والزراعية والصناعية. وللحد من ظاهرة استنزاف الموارد المائية الجوفية تم احداث مناطق صيانة وتحجير الاستغلال في بعض الجهات وجلب مياه سدود الشمال إلى المناطق الساحلية وترشيد استهلاك الماء خاصة في مجال الري الزراعي وتكثيف التغذية الاصطناعية للخزانات المائية المستغلة بكثافة بواسطة مياه السدود والمياه المستعملة المعالجة للحد من منسوب الخزانات المائية الجوفية والتصدي لتداخل مياه البحر بمياه المناطق الساحلية.. ويذكر أنه إلى غاية سنة 2007 تمت تعبئة 88 بالمائة من الموارد المائية في تونس ومن المزمع تعبئة 95 بالمائة منها في أفق سنة 2011.. وبلغت الكميات المتاحة من الموارد المائية 4840 مليون متر مكعب وهي تتوزع بين سطحية وجوفية ويستوعب القطاع الفلاحي 78 بالمائة من جملة الموارد المائية وتبلغ نسبة الاستهلاك المنزلي 16 بالمائة ونسبة استهلاك القطاع الصناعي 5بالمائة والقطاع السياحي 1 بالمائة.. وحسب احصائيات سنة 2007 المتعلقة بالمياه السطحية نجد 29 سدا كبير الحجم و203 سدود جبلية و823 بحيرة جبلية وبالنسبة للمياه الجوفية العميقة فنجد 5170 بئرا عميقة والمياه الجوفية قليلة العمق فنجد 138 ألف بئر سطحية.