بقعة: لا يتناسى الجسد إنسان إلا أكلته الخيالات (المسعدي). يبيع الضياء بهاءاته للمساء... ويغفو كطفل على ركبتيه... يمدّ الستائر في دهشة ثم يمضي وخلف مضيّه تقتلني التعتعات... أنا... أنا لست وحدي... فكفّي تعانق ذاكرتي المهملة وصدري يألف ميتته القادمة... ويهفو لكي يلتقي بالضياء لكنّ المساءات أعتم من لونها وأقفر منها صباحي الحزين: يمدّ أزاهيره للفراش... لكي تعتليه اللغات وينفث للغرباء وللعائدين أنا لست وحدي... لصدري موائد قرطاج... أسوار بيتي القديمة... وآخر ما قطعته الخيول الى البقعة المنتهاة... بصدري صراخات طفل تمدّدد في شهقة الحلم... فأطرده الله من حلمه الى رعشه المستراب... أنا لست وحدي... فكلما باع الضياء بهاءاته وانثنى... أعلق فانوس موتي وأسرج راحلتي للثواء... وأمضي بلا حلم للفراغ... وللروح أن شجّها في غيابي الخفاء... تقول الملائكة وهي تدنو لصدري تنازعت هذا الجسد... تمرّغ... تنوّع إذا شئت... تمثل بكل الوجوه... وشُجّ نخيلك... أغلق مدارات ريحك... وأسند وقوفك للعازف... إن أردت التمدد والانطواء تمرْغ... ت ... م ... ر... غ... تناسلت نحوي نهضت... أردّد... لكن يا حور صدري تقيأه العمر... ما عاد يكفي لأمضي الى العازف... أو أزوّج صوتي للفقراء... ما عاد يكفي وما عاد للقلب تستريح إذا ما مررنا... أو ما أعادني الله للحلم أو للثواء... فحتى تصاويرنا حملتها... وعادت لتأخذ ما قاله الصوت وقت الغناء... فماذا أعيد إذا... إن دنيت... وماذا أغني اذا ما مضيت... وما يتبقى من العمر لا يقدر أن يعدّل موقعه للبقاء... ولا يقدر أن يفتش في الذكريات القديمة عن موعد لم يؤلفْ على صخرتين بدون بكاء... ................. ولكن يا حور موتي تقدم أشعل شمعته في اتجاهي... أعدّ القماش لضمي... فهل للمواعيد أن غادرت موعد آخر للقاء...؟؟؟ هنا يا ملائكة الله... العازف لا يتغنّى بآلاته... والقطارات تمضي... دويّها يقتل حلم الحقول... يدوس أنا غيمها الذكريات فهلاّ تذكرت أنت تاريخ طردي من الجنة المشتهاة (وما غرّ لو شبّه الشعراء بالانبياء...؟!؟) ولكن يا حور صدري تقيّأه العمر... ما عاد يكفي... لأفرغ بالصوت موتي... وأهرب للذكريات القديمة... فرأسي لا تحمل الذكريات...؟!!! فدعن مواتي... يعود إليّ يقد قلائده من غنائي ويرحل بالعازف عن عنائي... ليكتمل الدور يا حور دون انتهاء