يشترون زورقا ل »يحرقوا« به! تنظر احدى الدوائر الجناحية بمحكمة بنزرت الابتدائية في أوائل الاسبوع الماضي في ملف قضية تورط فيها شبان بتهمة الشروع في الابحار خلسة. واتضح من الابحاث أن المتهمين الخمسة وهم شبان في أوائل العقد الثالث من أعمارهم كانوا يعانون من البطالة في جهتهم السكنية بالعالية من ولاية بنزرت. وقد فكروا في الابحار خلسة نحو ايطاليا فتدارسوا الامر ثم خيروا الاشتراك في شراء زورق وتحقيق غايتهم بأنفسهم اعتمادا على خبرتهم بالبحر (السباحة والابحار). ولهذا وفر كل واحد منهم منابه ثم بحثوا عن ضالتهم حتى عثروا على زورق مناسب ثمنه 7 آلاف و500 دينار. لم يبق لهم حتى هذا الحد غير تحديد الزمان والمكان المناسبين »للحرقان« فتوجهوا قبل أيام الى شاطئ رأس أنجلة وهي منطقة نائية تابعة لولاية بنزرت حيث شقوا البحر ليلا. مفاجأة قاسية كانت أحلامهم تتضاعف مع كل متر يقطعونه لكن الطقس ساء دون سابق انذار وحتم عليهم مراجعة حساباتهم فتناقشوا الامر ثم خيّروا العودة الى اليابسة على أن يعيدوا الكرّة في ظروف مناخية أفضل. وقد حصلت المفاجأة الاولى عندما وجدوا أنفسهم قبالة مدينة رفراف فتحملوها بما أن كل الاماكن »تقود الى روما« لكن المفاجأة الثانية كانت قاسية عليهم. فأثناء جولة عادية لبعض أعوان الحرس بالمدينة لاحظوا شابين من المبحرين الخمسة يحرسان الزورق واشتبهوا في أمرهما فاقتربوا منهما وشرعوا في استفسارهما وبهذا تم الكشف عن الوقائع سابقة الذكر قبل أن يتم إيقاف جميعهم وإحالتهم على المحاكمة.