الرحلة الافريقية الاخيرة للنجم الساحلي الى نيجيريا حيث واجه فريق إينمبا في إطار كأس السوبر، خلفت في نهايتها كثيرا من الحسرة من جانب زملاء ابراهيما كوني الذين فرطوا في فرصة كانت في متناولهم لاعتلاء منصة التتويج في ظرف وجيز والعودة من مدينة «آبا» بالكأس الافريقية الممتازة، لكنهم لم يتمكنوا حتى من تحقيق التعادل وإرغام المنافس على الاحتكام الى الركلات الترجيحية لتتساوى الحظوظ. حلم إحراز كأس السوبر للمرة الثانية في تاريخه لم يكن أمرا مستحيلا بالنسبة للنجم وكان كل شيء يوحي بأن الفريق عازم على بلوغ هدفه المنشود لكن فريق إينمبا بحث هو الآخر عن الاطاحة بممثل كرة القدم التونسية وكان له ذلك إثر هفوة دفاعية كان بالامكان تفاديها لانه باستثناء هذه الفرصة لم تتوفر للفريق النيجيري فرصة أخرى واضحة للتسجيل في حين أن فرص النجم في الوصول الى شباك المنافس عديدة ومتنوعة في هذا اللقاء، وفي النهاية حقق النيجيريون مبتغاهم منذ البداية ودفع النجم فاتورة انعدام تركيزه وإضاعته لاهداف محققة لا يجوز إهداها في مثل هذه المواجهات ذات الرهان الهام. * صعوبات رغم حرص مسؤولي النجم على ضمان كل ظروف الراحة وعدم ترك مجال للمفاجآت غير السارة، إلا أن التقاليد «الافريقية» كانت حاضرة في ملعب مدينة «آبا» انطلاقا من الارضية السيئة للميدان والتي حرمت المهاجم إيميكا على وجه التحديد من تسجيل هدف التعادل، مرورا بالاندفاع المبالغ فيه للعناصر النيجيرية. * بين البداية والنهاية ومثلما قبل دفاع النجم هدفا «قاتلا» ضد مجرى اللعب لم يبتسم الحظ لممثل كرة القدم التونسية في إدراك هدف التعادل. فالفرص التي توفرت خلال هذه المقابلة أكدت أن كل شيء ممكن في كرة القدم وكاد النجم يعدل ويأخذ الاسبقية في النتيجة لو توفر الحد الادنى من التركيز وخاصة النجاعة الهجومية لدى خطه الامامي الذي أهدر ما لا يقل عن ثلاثة أهداف واضحة ضاعت من أقدام إيميكا وأوبياكور وخاصة زبير بية الذي اختلى بالحارس النيجيري وعجز عن مراوغته ومنح أسبقية معنوية لزملائه في الدقيقة الاخيرة من المباراة. طوال الشوط الثاني واصل النجم الضغط على دفاع إينمبا ونجح كما أسلفنا الذكر في خلق عدة فرص أهمها في الدقيقة 51 عن طريق إيمياكا وفي الدقيقة 53 عن طريق أوبياكور و89 عن طريق زبير بية. ولعل قيام الحكم الكامروني إيفهي ديفين بانذار أربعة مدافعين نيجيريين وإقصاء واحد دليل على اضطراب الخط الخلفي للمنافس والضغط الذي سلطه النجم على مجرى اللعب في الشوط الثاني لكن التسرع وغياب اللمسة الاخيرة من بين الاسباب التي ضاع بموجبها هذا التتويج الذي كان في المتناول باعتبار أن إينمبا لا يفوق النجم في شيء بل بالعكس فالنجم هو الذي صنع اللعب وخلق الفرص. * ضحية توقف البطولة ضياع لقب كأس السوبر على ممثل كرة القدم التونسية أول أمس في نيجيريا جاء ليؤكد ان النجم كان ضحية أخرى لتوقف نشاط البطولة لفترة طويلة ولعدم برمجته لمباريات ودية من شأنها أن تمكنه من المحافظة على الحد الأدنى من نسقه المعهود. فلئن قدم النجم مباراة محترمة تليق باسمه كصاحب كأس الكؤوس الافريقية الاخيرة فإنه افتقد خلال هذه المواجهة الى أهم عنصر في مثل هذه المقابلات وهو «الاوتوماتيكية» التي عادة ما تضفي على مختلف عملياته النجاعة المطلوبة لتجسيد عملياته وقد أكد النجم قدرته على استفزاز فريق إينمبا كلما تقدم الى المناطق الامامية وخلقه لعديد فرص التهديف الواضحة. * خارج الموضوع الامر يتعلق هنا بالمهاجم النيجيري أوبياكور الذي قدم أداء عقيما في التعامل مع الوضعيات الهجومية، وأصر على «أنانيته» واحتكاره للكرة مما حرم بقية زملائه في الهجوم من فرص كانت ستعطي نتيجة أفضل للنجم. أوبياكور لم يكن الوحيد خارج الموضوع في هذه المقابلة فحتى زبير بية وأحمد الحامي وعماد المهذبي لم يقدموا ما كان منتظرا منهم في هذه التسعين دقيقة التي لا تتكرر دائما. * معدن ثابت رغم غيابه عن التمارين والتحضيرات فإن ابراهيما كوني كان مرة أخرى ورقة رابحة للنجم، حيث كان المتنفس الدفاعي والهجومي الاضافي للفريق الذي استغل عدة مرات صعوده الهجومي وسرعة تسرباته لنسج العمليات الهجومية وخلق الخطر في مناطق الفريق النيجيري... هذا الى جانب التغطية الدفاعية في الجهة اليمنى حيث يوجد لطفي السلامي الذي يشغل هذه الخطة لاول مرة. * بعيدا عن الشك هذه الهزيمة ومن ورائها ضياع كأس السوبر لا يجب أن تدخل الشك في الفريق خاصة أنه بانتظاره رهانات هامة أخرى في البطولة الوطنية وكأس تونس ودوري أبطال العرب وهي كلها مواعيد تتطلب رتق المعنويات قبل إعداد العدة لما هو قادم. والاكيد أن المدرب برنار سيموندي أصبح يمتلك فكرة واضحة في المجموعة التي بحوزته بطريقة تخول له إعداد العدة كما يجب من أجل ضمان النجاح في المقابلات القادمة وطنيا وعربيا وافريقيا. لكن الضرورة تستدعي التركيز على إصلاح بعض الفرديات في الفريق والتي أصبحت المنافس الاول لنجاح العمل الجماعي للنجم.