صحيفة «الأوبسرفر» حصلت على تقرير سري أعدته وزارة الدفاع الأمريكية ورفعته للرئيس بوش، وخلافا لما قد يذهب في ظنكم فإن التقرير لا يتناول المسألة الافغانية او العراقية او اعادة تشكيل الشرق الأوسط. التقرير يحذر من خطر أعظم ألا وهو التغيير المناخي في كوكبنا خاصة وأن الولاياتالمتحدة التي رفضت الامضاء على اتفاقية «كيوتو» تساهم بقسط كبير في الانحباس الحراري وتراكم أكسيد الكربون والميثان وأوكسيد النيتروز وهي غازات معروفة بغازات البيوت الزجاجية... التقرير يحذر من أن بما يجري يقود الارض الى كارثة عالمية تقضي على ملايين البشر وتلحق دمارا في سلسلة الغذاء الطبيعية. ومن بين ما ورد في هذا التقرير هو انه مع حلول سنة 2007 ستسحق العواصف الشديدة الحواجز الاسمنتية على الشواطئ الهولندية لتصبح المناطق المحاذية غير صالحة للسكن.. أما المدن مثل لاهاي فسوف يتم اخلاؤها من السكان وستغرق جزيرة الدلتا قبالة كاليفورنيا... بين عام 2010 و2020 ستكون أوروبا أكثر المناطق تضررا حيث سيصل معدل الانخفاض الشتوي في درجات الحرارة الى ست درجات (فهرنهايت) كما سيبلغ عدد القتلى من الحروب والمجاعات الى الملايين ومنابع العيون ستكون ساحات حروب مثل النيل والدّانوب والامازون. ومع حلول عام 2010 ستشهد أمريكا وأوروبا الموجة الثالثة من موجات ارتفاع درجات الحرارة الى ما فوق 90 درجة (فهرنهايت) وهو ما يهدد الفلاحة بشكل خطير. ولان درجة حرارة الارض سترتفع الى حدود درجات مائوية فإن ارتفاع مستوى مياه البحر سيتراوح بين تسعة الى 88 سم خلال المائة عام القادمة.. وهو ما يعني زوال مدن وجزر عديدة... وستشهد أوروبا صراعات داخلية واسعة بسبب الأمواج البشرية من المهاجرين سواء كانوا قادمين من الجنوب أو من الشمال ولم ينس أصحاب التقرير في البنتاغون ذكر ترافق مآسي التغيير المناخي بانتشار الاسلحة النووية (اليابان وكوريا الجنوبية والمانيا وايران ومصر وكوريا الشمالية واسرائيل وباكستان والهند وكلها دول في مناطق ساخنة وقد تهدد باستعمال هذا السلاح الفتاك...) هذا ما يقوله التقرير باختصار شديد وحسب صحيفة الاوبزرفر فإن ادارة بوش تبدو غير معنية بهذه الأخطار خاصة في ظل العلاقات الحميمة والصلات الوثيقة بشركات النفط الكبرى... والآن أيهما أخطر على الانسانية : إرهاب الساكنين في الكهوف أم الارهاب البيئي.