الآن لم يعد يقلقني أن أقول أن هيئة اتحاد الكتاب المديرة حاليا هي الوحيدة المناسبة لطبيعة الغالبية الساحقة من أعضاء الجمعية المذكورة. الآن أعترف ان هذه الهيئة المديرة هي الافراز المنطقي والطبيعي جدا لنوعية معظم المنتمين لهذا الهيكل. الآن وبعد اجتماع المجلس الاستشاري لاتحاد الكتاب اتضحت معالم المهزلة التي كنّا واعين بها منذ البدء... وحتى يكون الرأي العام الثقافي ومن له علاقة بالمسألة على اطلاع بما يحاك سنورد ما وقع في النقاط التالية لكي نساهم في التاريخ لما يحدث. لما كثرت مقالات الرافضين للقرارات المرتجلة وغير القانونية للهيئة المديرة لاتحاد الكتاب قامت هذه الهيئة بتجديد بعض الفروع فقط وخصوصا تلك التي كان رؤساؤها من الممضين على عريضة ال 102 ووزّعت عضويات جديدة على اشخاص معظمهم بكتاب واحد رغم ان القانون يشترط كتابين في حين رفضت عضوية آخرين من الذين تتوفّر فيهم الشروط كعقاب على علاقاتهم بالممضين على عريضة ال 102 وبذلك حدثت النقلة النوعية او بالاحرى الردّة النوعية لاتحاد الكتاب الذي انبنى في الاصل على الدفاع عن حرية التفكير والرأي لدى الكاتب لتصبح مع هذه الهيئة قائمة على الانتقام والعقاب. وحين لاحظت الهيئة أن الرأي العام الثقافي يرفض سلوكها سعت الى تحسين صورتها باستدعاء المجلس الاستشاري المتكوّن منها ومن رؤساء الفروع وذلك لاقرار مواقفها فماذا وقع؟ منذ انتخبت الهيئة الحالية سنة 2001 والى حد الايام الفارطة لم يجتمع المجلس الاستشاري مرّة واحدة رغم ان القانون يشير الى ضرورة التئامه مرّة في كل ستة اشهر.. متى دعوه للاجتماع؟ حين احتاجوا الى تزكيته، فالاستشارة في الاصل تقع قبل اتخاذ القرار، أما في منطق الهيئة المديرة فإنها تتخذ القرار وتأتي برؤساء الفروع ليساندوها وليلمّعوا صورتها فجاؤوا ووافقوا وعادوا فرحين مسرورين بصفاتهم «رؤساء فروع». ثلاثة رؤساء فروع فقط رفضوا المهزلة والرابع أبعد من موقعه قبل المجلس بأيام... هؤلاء الاربعة هم الاساتذة المولدي فرّوج ومحمد البدوي وعبد الرحمان الكبلوطي ومحمود الحرشاني ينضاف اليهم الشاعر سوف عبيد نائب رئيس الاتحاد الذي رفض الحضور لأنه كان يعلم بما يحاك في الزوايا المظلمة... والبقية! رؤساء فروع لم يدعوا منذ ثلاث سنوات ويعلمون جيدا انه جيء بهم لتمرير القرار فقط فجاؤوا مسرعين... ألم يشعر احدهم بأنه أهين؟ ألم يرفض احدهم ان يكون رقما وهو يأتي عالما بأنه مدعوّ لتجميل صورة فقط؟؟ الى كل هؤلاء والى الذين خلفهم وأمامهم وعلى جنباتهم نقول ان دوافعنا في هذا الخلاف كانت من أجل غايتين أولاهما الدفاع عن قداسة القانون وحرمته وثانيهما دفع جمعيتنا الى ان تصبح فعلا مكوّنا من مكونات المجتمع المدني بآليات مدنية وبخلفية مدنية تنبذ الخارجين عن القانو ن والفكر وتدافع عن حرية الاختلاف. لقد كان لدينا وعي حاد بأن تغيير العقليات من أعسر المهام لأن النسيج المدني لا يستطيع ان يعيش في مناخ لا مدني. على كل كتبنا هذا لأننا ونحن نطل على الاربعين من اعمارنا نعي انه بعد عشرين سنة سيأتي بعضهم الى مراكز التوثيق للبحث عن تاريخ اتحاد الكتاب. مازلنا مصرّين على علويّة القانون وسنواصل خلافنا بالقانون وفي الصحافة وليس لدينا وهم كبير بأن الاشياء ستتبدّل في اتحاد الكتاب في القريب العاجل لكن شرفنا اننا نؤسس لوضع الكاتب الحقيقي ولشرف الكتابة.