الثورة على المطربة روبي في كليبها الاولى اشتعلت مع بث كليبها الثاني ولم تقتصر على المثقفين وأهل الطرب والفن وظهرت بين نواب البرلمان في صورة طلبات إحاطة وأسئلة للحكومة المصرية. وبموضوعية نحاول «عدم خدشها»، نحاول طرح قضية روبي واخواتها أمثال نانسي عرم... أليسا وهيفاء وهبي وهل هن بالفعل خدشن حياءنا...! قد يرى البعض تحفظات على أصواتهن... ولكن هل تغطي الصدور... الارداف... والبطون هذه التحفظات وتحقق لهن النجاح الى الأبد... أم أن الحل هو تصميم حزام عفة فني لروبي وأخواتها!!؟ نرجوكم... الحكم على هذه التساؤلات بعد المداولات التي يقدمها هذا التقرير الشامل. كانت «روبي» هي صاحبة النصيب الاكبر من الهجوم الذي بدأ مع «كليبها» الاول «إنت عارف ليه» الذي وصفه البعض ب «فيديو كليب بورنو 1» وظهرت فيه ببدلة الرقص الشرقي، وزادت حدة الهجوم مع عرض الفضائيات العربية للكليب الجديد «بيداري كده» أو «بورنو 2» والذي ظهرت فيه بفستان أحمر مثير وزي رياضي أكثر إثارة يكشف عن أجزاء من جسدها تحركت بدون أن ترقص. هذا الهجوم الذي رصدته «الشروق» من خلال مكتبها في القاهرة فور أن بدأ يأخذ شكله الرسمي بقرار نقابة المهن الموسيقية المصرية بإقامة دعوى قضائية ضدها لممارستها الغناء بدون ترخيص أو الانتماء للنقابة وليس هي فقط بل أيضا مقاضاة الشركة المنتجة للفيديو كليب التي قامت بتسجيل وإنتاج الاغنية!! * أضرار «روبي» ولم يقتصر الهجوم على نقابة الموسيقيين بل وصل الى البرلمان وخاصة من نواب مدن الصعيد و»النائبات» وتعدى الامر ذلك الى تقديم طلبات إحاطة برلمانية الى الحكومة بمنع هذه الاغاني التي تتضمن الخلاعة والعري، والاتهام الصريح للحكومة بأنها تدهور القيم والاخلاق!! الجديد هنا أن «روبي» فعلا كانت سببا في قرار غير مكلف من التلفزة المصرية الارضية والفضائية بمنع بث أغنيتها وعدد آخر من الاغاني التي تتضمن مظاهر العري من الصدر... الى البطن... والارداف! وراح ضحيتها كليبات لفنانين مشهورين مثل عمرو دياب ومصطفى قمر وسميرة سعيد وراغب علامة ونوال الزغبي وبالطبع إليسا ونانسي عجرم وهيفاء وهبي. * الملائكة المفارقة هنا أنه في الوقت الذي تثار هذه الضجة مع التلفزة الرسمية يتردد هنا في الوسط الفني أن قناة فضائية خاصة مصرية بعد أن ضمت الصاروخ «روبي» تتفاوض مع نانسي عجرم مقابل مبلغ ضخم يصل الى نصف مليون دولار للقيام ببطولة فوازير رمضان عن عادات الشعوب، ويقال أيضا ان المفاوضات شملت «كارول» بحيث تقوم الاثنتان ببطولة مسلسل استعراضي كحكايات ألف ليلة وليلة يقدم في رمضان القادم. المفارقة الجديدة تزداد سخونة وتقول بأن رجل أعمال مصري شهير يتفاوض مع مخرج أمريكي لتقديم نسخة عربية من العمل الشهير «ملائكة شارلي» ويجمع في بطولته بين نانسي عجرم وكارول وروبي! ويقول بعض الخبثاء أن نانسي لن تستطيع أبدا القيام ببطولة الاعمال الاستعراضية وما تتطلبه من حركات عنيفة بسبب عمليات التجميل والجراحات في فخذها وساقها اليمنى!! ويبدو أن صاحب هذه المقولة وهو منتج فني يعرف جيدا أن الجراحة في الساق اليمنى وليس اليسرى!! * مخرج الفيزياء! نعود الى الصاروخ «روبي» الذي يعيش حالة من الوفاق مع نفسه والمرضى عن ما يفعله فعلى حد تعبيرها «إن فكرة الفيديو كليب بسيطة قام بابتكارها مخرجه الدكتور شريف صبري، وفي «إنت عارف ليه» اختار لي أن أرتدي بدلة الرقص الشرقي وهي جزء من الفولكلور المصري وأغني وأنا أرتديها وفقا للالحان، ولا أدري لماذا يخرج النقد عن الموضوعية ويترك العمل نفسه ليتناول أشياء أخرى وفي كل الاحوال فإن أي عمل فني جذاب يتم تسليط الاضواء عليه ويجذب الاهتمام». أما المخرج الدكتور شريف صبري وهو بالمناسبة حاصل على دكتوراه في الطبيعة وعلوم الفيزياء وقام بإخراج العديد من الكليبات التي تظهر البطن... والصدر... وهزات الارداف، فهو مقتنع أيضا بما يقدمه ويصف مهاجميه بأنهم في منتهى الرجعية والتخلف. * ارحموا! كلمات مخرج روبي وأخواتها الدكتور شريف صبري تعكس آراء فريق قد يختلف البعض في حجمه ويرى أن هناك مبالغة في الهجوم عليهم حيث يكفي من يرفضها أن يحول قناة التلفزة التي يشاهدها، وبالطبع منهم كاتب هذا التقرير ، وبموضوعية شديدة فإن الفيديو كليب أصبح «بيزنس» كامل له شركاته... كما أن فتيات الاستعراض أو «الموديلز» أصبح لهن وكلاء وتوكيلات وعالم آخر يبدأ من الاعلانات والفيديو كليب الى كافة ما يمكن أن تبدع فيه الموديل من أنشطة! ومن المدافعين المخرج المعروف جميل المغازي الذي أخرج الكثير من الكليبات ويقول بلهجة حازمة: هل الفن مجرد تثقيف فقد أم له أهداف أخرى... وهل من العيب ان يتم استخدام الموديلز أو ما يطلقون عليه ب «العري» للترويج للفيديو كليب... ولماذا لم يحدث هذا الهجوم على الافلام السينمائية التي وظفت ذلك للترويج للافلام السينمائية؟ ويوضح المغازي ضرورة عدم التعرض للفتيات الموديلز مشيرا الى أنهن ينفذن تعليمات المخرج وأن توظيف العري بشكل مناسب سيخدم الفيديو كليب والاغنية. * «بورنو»... يا سادة! أما المخرج أحمد المهدي فيرى أن مثل هذا الفيديو كليب يخاطب الغرائز ويتساءل: هل أصبحنا نقدم للجمهور «بورنو»؟ ويوضح ان سبب هذه الظاهرة هو النجاح من خلال أقصر طريق وبأقل تكلفة، وكما حدث في أغنية «إنت عارف ليه» لشريف صبري وروبي فالتكلفة كانت بسيطة جدا فلا توجد أي موديل ولكن فقط «روبي» التي قدمت كل شيء! وعلى نفس المنوال بعيدا عن المشاركين في هذه الصناعة يتوالى الهجوم على «روبي وأخواتها» أو على الاقل رفضهن... وكما يقول السيناريست أسامة أنور عكاشة فروبي لا علاقة لها بالغناء وليست سوى مادة اعلانية وتسويقية وجدد مطالبته بإقامة محكمة فنية لمحاكمة كل من يحاول تشويه الفن ويكون العقاب هو المقاطعة الشاملة لاعماله المتدنية. ويقدم الموسيقار الكبير حلمي بكر حكمه على روبي ويقول: هي لا شكل ولا صوت... إنها ليست سوى امرأة تنام على الاسفلت ولا تنهض إلا بحضور البوليس... ويسرد حيثيات الحكم من كلمات بسيطة: عندما أشاهدها تغني أشعر بالغثيان وضياع الاغنية المصرية! * «عفة أصالة»! أما المطربة شيماء سعيد فهي آسفة لان «روبي» مصرية! وقد أخجلنا ما تفعله وإذا كنا جميعا نرتدي ملابسنا بحرية وعلى أحدث خطوط الموضة ولكن ليس بهذا الشكل! وعلى طريقتها العفوية تقول المطربة أصالة أنها ترفض شكلا وموضوعا ما اتبعته بعض المطربات من خلال أغنيات الفيديو كليب وما فيها من عري ولا تنسى أن تذكرنا بأنها أنشأت «جمعية العفة» التي انطلقت من باريس وانتشرت فروعها في أمريكا وأوروبا ووصل عدد عضواتها الى 3 ملايين! وهكذا بدلا من حرية الاختيار... وبمجرد ضغطة على زر جهاز التلفزة... تطورت الامور للمطالبة «بحزام عفة فني» على «روبي» وأخواتها، ولم ينظر البعض الى تجارب مطربات بدأن بفيديو كليب استهجنه كثيرون ولكنهم أبدعوا في أعمال جديدة واستحقوا الاحترام.