القاهرة القدس العربي من وليد طوغان: عادت قضية الراقصات إلى السطح من جديد، فقبل ثلاثة أشهر أصدرت السلطات المصرية قرارا (ولو انه كان ضمنيا) بعدم السماح للأجنبيات بالرقص الشرقي في المحال والفنادق والأماكن السياحية، وظل هذا الموضوع قائما ربما حتى الآن. من ناحية أخرى (وخلال الأشهر القليلة الماضية) ظهرت على السطح قضية بطلاتها من الراقصات صغيرات السن، وبدأت القضية منذ أن اكتشفت السلطات (بعد مزيد من الرقابة) ان هناك سوقا سرية للراقصات صغيرات السن الأرخص والأكثر طاقة من الراقصات الكبيرات (المحترمات). القضية الآن بعد فترة ليست بقصيرة من المشكلات الخاصة بالرقص الشرقي ان العيون تتحول للفيديو كليب فالأجنبيات الممنوعات من الرقص داخل مصر، وصغيرات السن اللاتي تمت مطاردتهن خلال الفترة الماضية تحولن للفيديو كليب الذي لا يقع تحت طائلة قوانين مشابهة. اعاد فتح فريق بيبي صاحب أغنية بابا فين النقاش حول الرقص على شاشات التلفزيون. فالفريق الصغير رغم انه لم يقدم نوعا من الرقص الشرقي الدارج، إلا ان ابطاله الأطفال الذين لم يتعدوا الحادية عشرة من العمر قدموا نموذجا أو مهدوا الطريق أمام من في مثل سنهم لأن يكونوا موديل صغيرات السن بعد نجاح أغنيتهم بابا فين أقدمت احدى الشركات السينمائية الكبرى على طلب أطفال لديهم موهبة الرقص أو يمكن تعليمهم بسهولة. وبدت ظاهرة ملاحظة أيضا في كليبات مختلفة.. فمعظم ما عرضته الكليبات المصرية المصورة في مصر اعتمدت على فتيات صغيرات السن يقدمن عروضا راقصة، وكثيرات قدمن الرقص الشرقي بملابسهن الكاملة مما فتح السوق لمافيا الراقصات صغيرات السن. وفيما قل اقبال الراقصات الصغيراتعلى الملاهي الليلية في العاصمة المصرية ومدن كبرى مثل الاسكندرية وبورسعيد والاسماعيلية زادت نسبة الاقبال على التقديم للرقص في الفديو كليب. مافيا؟! منذ فترة كانت السلطات المصرية ممثلة في مباحث الآداب وجهاز الرقابة على المصنفات الفنية قد بدأوا حملات ضخمة لفحص عدد من الراقصات حاملات التصاريح والراقصات المخالفات أسفرت عن القبض على عدد كبير من الفتيات يمارسن الرقص الشرقي تحت السن القانونية. وقتها اكتشفت شبه مافيا لتسويق صغيرات السن لتقديمهن للنوادي والملاهي الليلية واثير التساؤل وقتها عن سر وجود هذه المافيا؟ وهل بالفعل يمثل تسويق الراقصات صغار السن إلى الملاهي الليلية تجارة رابحة يتكسب منها هؤلاء؟ الاجابة كانت بالتأكيد لعدة أسباب أولا: وجود عدد بسيط نسبيا من الراقصات كبار السن في عالم الملاهي الليلية، ولما كانت هذه النوادي تسعى وراء دماء جديدة إلا أنها تسعى أيضا وراء أقل تكافيف. إذ ان الراقصات تحت السن القانوني يتقاضين أقل من أرخص سعر للراقصة المحترفة، بما يوازي نسبة 60 لذلك كانت الأسباب منطقية في وجود مافيا تقدم صغيرات بأقل الأسعار. وجاءت الحملات التي قامت بها السلطات المصرية مؤثرة فعلا، إذ انها وجهت ضربات قاضية سواء للتحايل على القانون من جانب صغيرات السن أو بالنسبة للمافيا التي تتعامل معهن، فيما قلت نسبة الحالات المقبوض عليها إلى أكثر من النصف خلال شهر واحد من هذه الحملات التي مازالت مستمرة حتى الآن. وهو ما حدا بالكثيرات إلى التقدم لشركات الموديلز لتقديم أنفسهن بصورة غير محاسب عليها قانونيا للرقص في الفيديو كليب الذي أوجد كيانات كثيرة لتصوير الموديلات الجميلات. والنتيجة ان الرقص الذي تم منعه للسن غير القانوني بالنسبة للكثيرات أصبحن نفس الجميلات يمارسنه على شاشة التلفزيون والفيديو كليب دون ان يقعن تحت طائلة القانون. الفيديو كليب حتى كتابة هذه السطور لا يخضع لقوانين المصنفات كلها رغم ان مهنة الموديلز تستهوي الكثيرات ممن يتمنين الظهور على شاشة الفضائيات، اضافة إلى اعتقاد الكثيرات ان الظهور في الكليبات هو الخطوة الأولى لدخول المجال السينمائي. ولأن موضة العري والاثارة هي السائدة في الفضائيات، بدأ المصريون يستعينون بالمراهقات اللاتي عادت من جديد المافيا التي تعمل خلفهن للظهور. احد المديرين التنفيذيين لشركة موديلز رفض ذكر اسمه قال عندما سألناه ان الظهور في الفيديو كليب للكثيرات من المراهقات يعطيهن أولا خبرة من نوع خاص، اضافة إلى انه يؤهلهن لأن يصبحن في المستقبل نجمات لامعات في المجال الفني. وقال المصدر نفسه ان هؤلاء الفتيات يعرفن أكثر من مثال ونموذج لفنانات دخلن المجال الفني بعد عملهن كموديلز في الاعلانات والفيديو كليب. ولما سألناه عن الراقصات في الكليب قال ان منتجي الفيديو كليب ليست طلباتهم واحدة، أو ان هذه الطلبات تتعدد وتختلف حسب مضمون الكليب المراد تصويره وموضوعه. فإذا كان الايقاع سريعا وراقصا، وطلب مصمم الرقصات نوعا معينا من الموديلات، فإننا نجري البحث عمن يصلحن لهذا، وغالبا ما يكن من صاحبات الخبرة في مجال الرقص، إذ ان كثيرا من هذه الأعمال تتطلب مهارة ومرونة جسمانية عالية. يقول المصدر نفسه انه ليس له علاقة الآن بالقوانين التي تنظم مهنته أو الفرع الذي يعمل فيه. وليس هناك قانون يمنع فتيات صغيرات أن يقدمن عروضا راقصة في الفيديو كليب. ويضيف انه في حالات معروفة ومحددة، يتطلب الأمر تصريحا من نقابة المهن الموسيقية وغالبا ما يتم استصداره للراغبات.