حديث القاهرة حاليا عن «اللعب من الدماغ»، و»الدماغ» هنا المقصود بها «دماغ» كل مصري وعربي من المحيط الى الخليج، ولأنها كذلك كانت محط اهتمام المجتمع الفني وصفوة المفكرين والمسؤولين في مصر والجاليات العربية المتواجدة في مصر وبالطبع بيت العرب الجامعة العربية حيث حرص الأمين العام عمرو موسى على معرفة تفاصيل اللعب في أدمغة العرب فزار مسرح الهناجر التابع للدولة ليعرف عن قرب كيف تدار الأدمغة العربية. «اللعب في الدماغ» مسرحية يقدمها مؤلفها ومخرجها وبطلها خالد الصاوي مع مجوعة فرقة الحركة المسرحية التي تأسست عام 1989 وكلها شباب يقدم لنا الحقيقة المرة في عرض أشبه بمسرح الشارع بكل تلقائية لينتقد السياسة ا لأمريكية في المنطقة ويجلد ظهورنا بمواقفنا العربية خلال غزو العراق وكيف لعبت وسائل الاعلام المختلفة في «دماغ» كل عربي وغسلت مخه وغيرت فكره وطرق حياته وقيمه الاجتماعية! ورغم العدد المحدود من الأبطال إلا أنهم تبادلوا الأدوار ورغم تناقضها إلا أنك لا يمكن أن تلحظها، أما البطل الوحيد فهو الجنرال تومي فرانكس الرجل العسكري الشهير الذي يقوم بدور الحاكم العسكري للمنطقة العربية، وحتى معالجة دوره كانت مختلفة فهو يصعد الى خشبة المسرح من بين مقاعد الجمهور وحوله جنوده يدفعون الناس دفعا وبالقوة لمشاهدة برنامج تلفزي ضيفه هو الجنرال فرانكس ومن هذه البداية ندخل «اللعب في الدماغ»! وتتوالى الاشارات من فرانكس.. فهو يريد الكل مذكر.. لا يوجد مؤنث الرجل مثل السيدة، وتتوالى بيانات الجنرال لصورة المنطقة التي يريد اصلاحها، ومع المشاهد المسرحية تتوالى مشاهد أخرى تنتقل بين القنوات التلفزية ويتم التقليب بينها في مشهد درامي قد تضحك معه «وشر البلية ما يضحك»! خيانة وتظهر الاصلاحات وتأثيرات اللعب في الدماغ عندما يكون الجنرال الأمريكي هو المحكم في اختيار القصص الفائزة، ومن اختياراته تظهر الاشارات والتحذيرات، ومنها على سبيل المثال ذلك الشاب الذي خان صديقه مع زوجته بعد حوار ساخر بين الشاب والجنرال بدأ بأنها خيانة بشقيقة صديقه تنتهي بأنها زوجته وليس شقيقته، وتتوالى معالم اصلاح المنطقة.. فوالد الشاب يتصل بالبرنامج معجبا بسلوك ابنه، أما الصديق المخدوع فيظهر وهو يهدد ويتوعد بالانتقام لشرفه، وإذا به يظهر متوسطا زوجته وصديقه داعيا الى التحرر والتخلي عن رجعيته، والزوجة وهي نجمة وضيفة دائمة على أجهزة التلفزة! أما مصير الرافضين فيمثله «صعيدي» من أي بلد عربي خاف من السطوة في البداية وداهن وهادن وحضن الجنرال وقبّله، وعندما استفاق وتعود اليه نخوته وتتفجّر الدماء في عروقه ويثور بكلمة لم يتمها حتى تظهر القوات الأمريكية لتكتم فاه وتقذف به الى خارج خشبة المسرح! وقد يظهر العمل بارقة أمل مع اغتيال الجنرال الأمريكي وسقوطه على الخشبة وهو يزبد ويلعن العرب ويتوعد بالانتقام ولكنها مليئة بالاشارات لعلاقة من يفرط في شرفه ويهادن من خانه في زوجته وبين من يفرط في أرضه ويصمت على احتلالها، كما يدق نواقيس الخطر لعمليات اللعب في الدماغ العربي، وقد باتت وسائل الاعلام تجسد هذه اللعبة الخطيرة التي دخلتها الادارة الامريكية بإذاعة «سوا» كيف لا ندري؟ وبفضائية «الحرة».. رغم أننا لا نعلم كعرب سوى أن «الحرة.. لا تأكل أبدا بثديها»!