تورّط كهل في العقد الخامس من عمره في عشر عمليات سرقة بجهة الدندان، غرب العاصمة، وقد تمكن أعوان فرقة الشرطة العدلية بمنوبة خلال أحد الأيام القليلة الماضية، من ايقافه وأحد شركائه الذي أشرف على تدريبه، وهو شاب عمره 23 سنة. وحسب المعطيات، الواردة حول ملفات القضايا، فإن المشتبه به الرئيسي، وهو في العقد الخامس من عمره، كان يقيم في إيطاليا لسنوات، قبل أن تفشل التجربة فاضطرّ للعودة الى تونس. استقرّ فترة من الزمن بأحد أحياء جهة الدندان، وبقي عاطلا عن العمل فتعرّف أثناء ذلك على شاب من مستاكني نفس الحي، فاقترح عليه أن ينخرط في ميدان السرقة فانتدبه وبعد أن اتفقا، تولّى الشاب الثاني وعمره 23 سنة تدريب الكهل العائد من ايطاليا، على طريقة النشل و»فنون» وأساليب السرقة وأنواعها، وكيفية اعتراض ضحيته، والايهام بعدم الانتباه الى المارة والى الضحية والتركيز على عنصر المباغتة.. بعد فترة زمنية، تمكن الكهل من أدبيات وأساليب السرقة، وانطلق في أوّل عمل تجريبي له بإشراف «مدرّبه». الضحية الأولى كانت امرأة في العقد الرابع من عمرها، اعترض سبيلها المشتبه به الرئيسي، وعندما اقترب منها باغتها باختطاف حقيبتها اليدوية التي كان بها مبلغا ماليا وجهاز هاتف جوّال وبعض الوثائق الشخصية ثم لاذ بالفرار. وتوجّه الى صديقه «المدرّب» وتقاسما الغنيمة وتعاهدا على تكرار هذه التجربة خاصة بعد أن نجحت. بعد ذلك أصبح المشتبه بهما يمتهنان السرقة بالخطف والنشل إذ يتولّى الكهل القيام بتنفيذ العملية، ثم يسلّم المسروق الى المتهم الثاني الذي يفرط فيه بالبيع وبعد ذلك يتقاسما الغنيمة. تكرّرت عمليات السرقة اذ تمّ تنفيذ تسع عميليات أخرى جلّها ضد النساء باستهداف اجهزة هواتفهم الجوالة. كان المتضرّرون يتوجّهون الى أعوان الأمن لتقديم شكاوى وبلاغات حول تعرّضهم للسرقة وكانوا يقدّمون أوصاف نفس الشخص وطالب الجميع بملاحقته وتتبعه عدليا. استطاع أعوان فرقة الشرطة العدلية بمنوبة أوّليا تحديد هوية المشتبه به الذي اختفى لفترة عن الانظار بعد أن علم بأنه موضوع بحث أمني. قام الباحثون بجملة من الأبحاث والتحريات الى أن تمكنوا من محاصرة المشتبه به ثم القاء القبض عليه وتمّ جلبه الى مركز التحقيق حيث اعترف خلال اجابته عن أسئلة المحققين بأنه فعلا ارتكب سلسلة من عمليات السرقة وسرد عليهم وقائع عشر، اعترف باقترافها، وقال إنه يسلّم المسروق الى «مدرّبه» وشريكه الذي يتولّى التفريط فيه بالبيع ثم يتم اقتسام المبالغ المالية المتحصّل عليها سواء جرّاء عمليات السلب أو بعد بيع المسروق. وأدلى المتهم الرئيسي بهوية شريكه وأماكن تردّده، فتمكن الباحثون من القاء القبض عليه، إذ اعترف بأنه التقى المتهم الأول بعد عودته من ايطاليا وأنه اقترح عليه تدريبه على ارتكاب عمليات السرقة بالخطف والنشل... نظرا لخبرته وسوابقه في الميدان، فانطلق في تدريبه، واعترف بأن المتهم الأول كان ينفّذ عمليات السرقة فيما يتكفّل هو بالتفريط بالبيع في المسروق. بعد أن أنهى الباحثون أعمالهم وأبحاثهم تمت إحالة المشتبه بهما على أنظار ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بمنوبة فأذن بإصدار بطاقتي ايداع بالسجن ضدّهما بعد أن وجّه لهما تهم السرقة والمشاركة في ذلك في عشر قضايا، وتقرّر احالتهما على أنظار الدائرة الجناحية المختصة لمقاضاتهما من أجل ما نسب اليهما.