فصل الشتاء يمثل كابوسا مزعجا ترتعد منه فرائس أهالي بوسالم جزعا من فرط ما أصبح يشكله وادي مجردة من تهديد صارخ قد يذهب بالبلاد والعباد. هذا النهر الذي يحيط بالمدينة إحاطة السور بالمعصم ويشقها أصبح يجود مع كل شتاء بكارثة تأتي على الأخضر واليابس وتقلق أهالي المدينة الذين لا يملكون من الحول والقوة سوى مراقبة الوادي عن قرب ولسان حالهم يردّد مع كل سنتيمتر من الارتفاع الآن سيخرج الوادي! ماذا سيفعل؟ وماذا سنفعل؟ وماذا وماذا وألف ماذا؟. كلها أسئلة أقلقت الجميع وأصبحت الشغل الشاغل للمواطن والمسؤول لذلك سارعت السلط المحلية والجهوية والمركزية إلى استئصال الورم للحدّ من انتشار الداء. فقد تكاثفت الجهود بين بلدية ومعتمدية المدينة والولاية (جندوبة) ووزارتي الفلاحة والموارد المائية والتجهيز والاسكان للحدّ من خطورة وادي مجردة فتعددت الحلول والغاية واحدة وهي انقاذ المدينة من خطر الوادي. فكان الاجراء الأول والمتمثل في اجلاء سكان المناطق المهددة بالفيضان باستمرار إلى منطقة «الروماني» (4 كلم عن بوسالم المدينة) وتمكينهم من مساكن ومن كل مرافق الحياة. ثم جاءت اجراءات أخرى تمثلت في تنظيف مجاري الوادي لتستوعب أكثر منسوب من الأمطار والمياه، وكذلك انشاء متنفس في شكل مجرى عميق ينقص من منسوب المياه شتاء ويحدّ بشكل كبير من الفيضانات. كل هذه اجراءات دخلت حيز التنفيذ وتهدف إلى ضمان راحة سكان مدينة بوسالم الذين تضرروا في السنوات الأخيرة من الفياضانات. فهل «يخجل» وادي مجردة ويكفّ عن أذية المواطنين الأبرياء؟