خرجت يوم الثلاثاء مسيرتان بمدينة بوسالم إثر العثور على جثتي الشابين اللذين فقدا مساء الاثنين وتبين أنّهما هلكا غرقا في وادي مجردة خلال مطاردة أمنيّة لمفتّش عنه. وقد انطلقت المسيرة الأولى من وادي مجردة في حدود منتصف النهار شارك فيها المئات حاملين الشاب نزار مسيكيني، وقام المشاركون بالاعتصام أمام مركز الشرطة بالمدينة ثم توجهوا إلى مقر المعتمدية وقاموا بخلع بابها الخارجي ومن هناك انطلقوا نحو المستشفى وسلموا الجثة للإدارة بعد أن هشموا نوافذ المستشفى. كما انطلقت مظاهرة ثانية نحو الخامسة والنصف مساء بعد أن تم العثور على جثة لطفي حمدي شارك فيها الآلاف من سكان بوسالم. وقد جدّد المتظاهرون الاعتصام أمام مركز الشرطة والمعتمدية ثم المستشفى، وتم خلال التحرك الثاني الاعتداء على سيارات الأمن كما تم حرق عجلات مطاطية. ورفعت خلال هذه المظاهرات شعارات تدعو الأهالي إلى الاحتجاج وتندد بالبطالة. وكان قد تم تسجيل فقدان شابين مساء يوم الاثنين 18 جانفي الجاري بعد أن حاولا الهرب من أعوان أمن كانوا يقومون بدورية ضبطوهما في جلسة خمرية بالغابة الملاصقة لنهر مجردة رفقة خمسة شبان آخرين وفتاة. وكانت عائلتا المفقودين قد اعتصمت فجر الثلاثاء أمام مركز شرطة بوسالم ومقر المعتمدية احتجاجا على ما اعتبرته غياب حزم السلط المعنية في البحث عن المفقودين وتأخر وصول أعوان الحماية المدنية وعجزها في العثور عليهما بالوادي الذي ارتفع منسوبه بسبب تسريح سد ملاق. وقد أفاد شهود عيان أنّهم رأوا الشابين يحاولان التخلص من الأوحال ويقاومان تيّار المياه في محاولة لشق الوادي للضفة المقابلة وأنهما غابا عن أنظارهم بسبب حلول الظلام. هذا وقد عرفت مدينة بوسالم صباح الثلاثاء تعزيزات أمنية ضخمة وصل بعضها من الولايات المجاورة.