حذّر قائد القيادة الأمريكية الوسطى جون أبي زيد من أن العالم سيواجه حربا عالمية ثالثة في حال لم يجد وسيلة لوقف تزايد ما أسماه «التشدّد الاسلامي». ورأى أبي زيد أن العراق يشكّل «بؤرة ساخنة» ينبغي إخمادها لتجنّب حرب مدمّرة قد تنطلق شرارتها من الشرق الأوسط.. وقارن الجنرال جون أبي زيد بين ظهور ما أسماها «إيديولوجيات المتشدّدين» مثل القوة التي تحرّك تنظيم القاعدة وظهور الفاشية في أوروبا في العشرينات والثلاثينات والتي مهدت الطريق أمام الحرب العالمية الثانية.. * حرب عالمية وقال أبي زيد في كلمة له بعنوان «الحرب الطويلة» في جامعة هارفارد «إذا لم يكن لدينا الجرأة الكافية لمواجهة هذه الايديولوجية اليوم سندخل في حرب عالمية ثالثة غدا». وأضاف «إذا لم يتم وقفهم فسيسمح للمتطرّفين بكسب ميزة وكسب ملجإ آمن وتطوير أسلحة دمار شامل وتطوير مكان قومي يعملون منه». وتابع قائلا: «أعتقد أن الأخطار المرتبطة بذلك أكبر من أن ندركها». واعتبر أن العالم يواجه ثلاث عقبات رئيسية في إشاعة الاستقرار بالشرق الأوسط وهي تخفيف التوترات بين العرب وإسرائيل ووقف انتشار التطرّف والتعامل مع إيران التي تتهمها واشنطن بالسعي الى تطوير أسلحة نووية. وقال أبي زيد «لقد تصادف أن تجمّعت المشكلات الثلاث في مكان واحد إسمه العراق». وحذّر أبي زيد الكونغرس الاسبوع الماضي من السعي الى تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق. وقال أبي زيد «يجب في رأيي التضحية اللازمة لإشاعة الاستقرار في العراق من أجل أن تصبح المنطقة نفسها أكثر مرونة». وبعد أسبوع من خسارة الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس الأمريكي جورج بوش في انتخابات التجديد النصفي بالكونغرس وذلك بسبب الحرب على العراق في رأي كثير من المراقبين، قال قائد القيادة الأمريكية الوسطى ان الولاياتالمتحدة استخفّت بمسألة إعداد قوات الأمن العراقية لتحقيق الاستقرار في العراق الذي يسوده «العنف». واعتبر أن «العنف» وصل الى حدّ غير مقبول في العراق مع أنه في رأيه انخفض نسبيا بالمقارنة مع أوت الماضي معترفا في الوقت نفسه بأن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش ارتكبت أخطاء في هذا البلد. وقال «اعتقدنا أنه بإمكاننا الانتقال من القيادة الأمريكية الى القيادة العراقية دون أن ندفع ثمن هذا التحول في ما يتعلق بالقوة البشرية والموارد. وأضاف «الآن ندرك أن علينا الاسهام بقوة في هذا التحول حتى نستطيع أن نحققه بشكل أسرع». ورفض أبي زيد في شهادات أمام لجان بالكونغرس الاربعاء ا لماضي دعوات سواء في ما يتعلق بزيادة أعداد القوات الأمريكية لإخماد أعمال العنف أو البدء في انسحاب تدريجي من العراق معتبرا أن الجنود الأمريكيين البالغ عددهم 140 ألف جندي والموجودين هناك حاليا لا بدّ وأن يركّزوا على تدريب الوحدات العراقية. وقد عادت مسألة «جدولة الانسحاب» من العراق بقوة الى الواجهة خاصة بعد فوز الديمقراطيين في الانتخابات النيابية فبينما تتمسّك إدارة الرئيس جورج بوش الجمهورية بالبقاء في العراق حتى تحقيق ما تسمّيه «النصر» وترفض الانسحاب من هذا البلد تطالب المعارضة الديمقراطية بالانسحاب التدريجي وتعتبر هذه الخطوة ضرورية لتحقيق الاستقرار بالعراق.