تباينت ردود فعل النواب والساسة اللبنانيين على خطاب أمين عام «حزب الله» الشيخ حسن نصر الله الذي دعا فيه إلى التظاهر للإطاحة بالحكومة الحالية واصفا حكومة السنيورة بأنها في الحقيقة حكومة السفير الأمريكي في بيروت. ورأى بعض النواب في خطاب نصر الله دعوة إلى التريث قبل النزول إلى الشارع فيما رأى أنه يرمي إلى تجييش الشارع ضد الحكومة، على أن النواب اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم يراهنون على دور رئيس المجلس النيابي نبيه بري في إنقاذ الوضع. وقد دعا نصر الله في تصريحات بثت الأحد أنصاره للاستعداد للخروج في مظاهرات سلمية بهدف الإطاحة بما اعتبرها حكومة أمريكية في لبنان. وطلب نصر الله من أنصاره الاستعداد للنزول إلى الشارع للمطالبة بحكومة وحدة وطنية أو إجراء انتخابات برلمانية مبكّرة لكنه لم يحدّد الموعد الذي سيدعو فيه «حزب الله» بالتعاون مع قوى أخرى للمعارضة إلى الخروج في الاحتجاجات. وقال نصر الله لمئات من نشطاء «حزب الله» الذين عهد إليهم بمهمة تنظيم الاحتجاجات «يجب أن نكون جاهزين حتى نفرض وسائلنا السلمية الحضارية الديمقراطية لإسقاط في نهاية المطاف الحكومة غير الشرعية وغير الدستورية. حكومة السفير (الأمريكي في لبنان جيفري) فيلتمان وليس حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. * قراءات وقال النائب سليم سلهب عن تكتل التغيير والإصلاح التابع للعماد ميشال عون إن كلام نصر الله النداء الأخير للحوار والتشاور للوصول إلى حل للمأزق الذي نتخبط فيه ويجب معرفة قراءته والأخذ في الاعتبار كل ما تم التطرق إليه سياسيا ويجب أن نرى كيف نتوافق ولو بالحد الأدنى لأن ثمن أي تفاهم بين اللبنانيين أرخص بكثير من عدم التفاهم ونحن في الوقت الحاضر قد نصل إلى الانهيار ويجب الوصول إلى تفاهم بالحد الأدنى قبل انهيار البلد. وعن موقف التيار الوطني الحر من النزول إلى الشارع قال سلهب إنّه ينسّق تنسيقا كاملا مع المعارضة وهو يحبّذ أن يترك الشارع إلى المطاف الأخير». في المقابل رأى النائب عمار الحوري عن تيار «المستقبل أن خطاب نصر الله يرفع من وتيرة الاستعداد في شارعه، خصوصا حين قال إنه سيضطرّ إلى دعوتهم إلى النزول إلى الشارع خلال ساعات وبالتالي أعتقد أن هذا التريث مربوط بأمور متعلقة بشركائه المحليين والخارجيين. وحسب الحوري فإن أخطر ما حدث (أمس الأول) ليس الخطاب بل ما حصل بعده وعلى مدى ساعات طويلة من إطلاق نار في الضاحية الجنوبية من سلاح قيل لنا إنه لن يستعمل إلا باتجاه العدو الإسرائىلي وقد استعمل للأسف تجاه مشاعر كل اللبنانيين». وردّا على سؤال حول ما إذا كان لبنان مقبلا على فوضى الشوارع بعد أن ألمحت المعارضة للنزول إلى الشارع الخميس المقبل قال الحوري إن الكرة ليست في ملعبنا بل في ملعب المعارضة». وأضاف أن مسؤولية حصول شيء في الشارع تقع على عاتق المعارضة بالكامل ومسؤولية هذا الاحتقان الذي يستمر منذ فترة طويلة تقع على المعارضة وهذا التجييش فقط لمنع المحكمة الدولية وبالتالي عليهم أن يرأفوا بهذا البلد ويتقوا الله ليس المهم فقط ملء الشوارع في لبنان فالجميع قادر على ذلك لكن الأهم هو كيف يخرج هؤلاء الناس إلى الشوارع. * تحرّك مضاد من جانبه لوّح وزير الاتصالات مروان حمادة المحسوب على فريق «14 اذار» بخيار طرح الثقة بالحكومة في مجلس النواب معتبرا أن النزول إلى الشارع قفزة في المجهول». وقال حمادة إن قوى الأكثرية تفكر في الذهاب إلى مجلس النواب لطرح الثقة بالحكومة أما الذي يريد الشارع فليطرح الثقة بالشارع وسنرى لمن سيعطي الشارع ثقته». في المقابل دعا الشيخ عبد الأمير قبلان نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إلى الاقتداء برئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية الذي اختار الانسحاب والاستقالة ليحافظ على الشعب الفلسطيني. أمّا النائب وليد جنبلاط فقال نحن في هذه اللحظة وبالرغم من كل هذه الغيوم المتلبدة نحن مع تسوية مشرفة انطلاقا من المحكمة وحتى توسيع الحكومة لاحقا ولكن المحكمة أولا وإذا رفضوا المحكمة بالمطلق عندئذ ندخل في أزمة كبيرة أزمة في البلاد». من جانبه حذّر البطريرك الماروني نصر الله صفير اللبنانيين من كارثة كبيرة وإفلاس ورأى أن المسؤولين منشغلون عن واجب الاهتمام بالبلد والمواطنين بما بينهم من خلافات لا تعرف بداية ونهاية داعيا المسؤولين إلى الإقلاع عن مهاتراتهم».