حذّرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون «حزب الله» من التهديد باستخدام القوة لتقويض المحكمة الدولية وعملها قائلة ان على الحزب ان يدرك ان اي لجوء الى العنف في لبنان يتعارض كليا مع مصالح البلد ومصالح المنطقة ومصالح الولاياتالمتحدة، على حد تعبيرها. وامتدادا لمسلسل التدخل الأمريكي في الشأن اللبناني قالت كلينتون في حديث لصحيفة «النهار» اللبنانية: «يجب عليهم ان يعلموا انه إذا كان هدف العنف هو وقف المحكمة فإن هذا لن يتحقق». ودعت كلينتون الرئيس اللبناني ميشال سليمان والقوات المسلحة اللبنانية الى حماية امن لبنان مما سمّته «التهديدات الداخلية والخارجية». ولم تستثن الوزيرة الأمريكية سوريا من لغة التهديد، قائلة: «نحن نقوم بتحذير الجميع، بما في ذلك سوريا، من أخطار سوء تقدير الحسابات والأخطار المرتبطة بنقل التقنيات والأسلحة المتطوّرة الى «حزب الله»، حسب قولها. وتابعت كلينتون «نريد ان نبعث برسالة قوية الى جميع من يحاولون تقويض امن لبنان بأننا لن نتسامح مع ذلك». وتأتي تهديدات كلينتون في وقت أثار خطاب أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله ردود فعل قوية بين قادة فريق «14 آذار» تجاهلت حديثه عن القرار الظني وشهود الزور، وركّزت فقط على اتهامه الحكومة اللبنانية التي رأسها فؤاد السنيورة بأنها «ماطلت للموافقة على وقف إطلاق النار وإطالة عمر حرب 2006». وقال السنيورة في بيان إن «ما يقوله نصر الله ينقصه الحقيقة، فالشعب اللبناني وكل المسؤولين العرب والأجانب كانوا يعرفون ان هدف الحكومة الاول كان الوصول الى وقف النار ورفع الحصار بينما كانت إسرائيل والولاياتالمتحدة ترفضان ذلك». وتساءل السنيورة قائلا: طالما ان لدى نصر الله وثائق ومحاضر بالصوت فلماذا لا يخرجها للرأي العام؟ مشيرا الى أن مجلس الوزراء الذي انعقد بعد ساعات على بدء العدوان طالب في أول قرار له بوقف هذا العدوان ودعا مجلس الأمن الى الانعقاد. وأعرب عضو تكتل «لبنان أولا» النائب أحمد فتفت عن أسفه لما أسماه سوق اتهامات التخوين بحق الحكومة اللبنانية خلال حرب تموز مذكرا بأن هذه الحرب بدأت بعد دقائق من اختطاف الجنديين الاسرائيليين وهذا يردّ على مقولة ان هناك من طلب من إسرائيل شن حرب على لبنان. ومن جانبه دعا عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار رئيس مجلس النواب نبيه برّي الى الردّ على كلام نصر الله الذي اعتبره متناقضا مع ما يقوله الرئيس برّي وما قاله عن حكومة السنيورة المقاومة. واعتبر الحجار ان النبرة التي يستخدمها فريق 8 آذار هي كلام يزيد التفسّخ والتباعد بين اللبنانيين ولبنان لن يكون الا بالعدالة والمحكمة الدولية والقرار الاتهامي الذي سيوضّح حقيقة من اغتال الرئيس الحريري وبقية الشهداء، حسب قوله.