وصف رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأنه "يحمل التهديد وبذور الشقاق بين اللبنانيين" ومشوب ب"التوتر والغضب والصلف" الذي لا يتقبله اللبنانيون. وفي اتهام ضمني لخطاب نصر الله بالطائفية والمذهبية، حذر السنيورة من أن خطاب الأمين العام لحزب الله "يأخذ لبنان إلى مكان ينبغي أن لا يكون فيه". واتهم رئيس الحكومة اللبنانية في خطابه الذي ألقاه اليوم في السراي الحكومي نصر الله بالتحضير لانقلاب أو على الأقل التهديد به، متهما الأمين العام لحزب الله بتنصيب نفسه وصيا على لبنان ليعين رئيس الحكومة ويشكلها، ويتنبأ بأن الأغلبية ستتحول إلى أقلية ويلزم اللبنانيين بمن سينتخبونه. وانتقد السنيورة تقسيم حزب الله اللبنانيين بين مخيم وطنيين ومخيم خونة، موضحا أن هذا الأسلوب لن يوصل إلى نتيجة ولن ينفع اللبنانيين، مؤكدا أن مجلس النواب هو الوحيد المخول سحب الثقة من الحكومة اللبنانية. ورأى رئيس الحكومة أن نصر الله والمقاومة بتصرفاتهم يخسرون كل الرصيد عند العرب والمسلمين الذي بنوه على فترات وبتسارع كبير جدا في شوارع بيروت وأزقتها. وقال السنيورة إن الثلث الضامن الذي تطالب به المعارضة هو وسيلة للتعطيل وليس لتفعيل الحكومة، مشيرا إلى أنه يريد التعاون مع نصر الله للخروج من المأزق الذي وصل له لبنان. وردا على كلام نصر الله بأن الفريق الحكومي يريد جر لبنان لحرب مذهبية، قال السنيورة إن حكومته لن تفرط بوحدة اللبنانيين ولن تبني خنادق في شوارع بيروت. وحول اتهام نصر الله أمس لجهات أمنية عملت على منع وصول السلاح إلى حزب الله أثناء الحرب الأخيرة مع إسرائيل، أشار السنيورة إلى بيان للجيش اللبناني صدر اليوم لنفي أن تكون أي من وحداته منعت وصول الأسلحة لحزب الله. ورد السنيورة بالمقابل على نصر الله من خلال التشكيك بالموقف الإيراني من مزارع شبعا، وقال إن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي رفض وضع مزارع شبعا في عهدة الأممالمتحدة بعد الانسحاب الإسرائيلي منها. موقفان متباينان وقبل هذه الكلمة دعا الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية في لبنان الداعية فتحي يكن في خطبة صلاة جمعة مشتركة بين السنة والشيعة أمام المعتصمين السنيورة إلى الاستقالة. وأكد يكن أن اعتصام المعارضة سيستمر حتى إسقاط ما سماه المشروع الأميركي في لبنان "ليسقط بعد ذلك هذا المشروع في كل عاصمة عربية وإسلامية لا يزال يملى عليها قرار البيت الأبيض". وأوضح الداعية السني أن تمسك المعارضة بالثلث الضامن في حكومة وحدة وطنية، ليس لمكاسب مذهبية وإنما "من أجل ضمانة وحدة لبنان من التقسيم وعروبة لبنان من التغريب وسيادة لبنان من التبعية والإلحاق بمشروع الشرق الأوسط الجديد"، الذي قال إن لبنان سيكون مقبرته. واتهم أطرافا في قوى من سماها 14 آذار بتلطيخ أيديهم وأنفسهم بدماء اللبنانيين الموارنة والسنة، متحديا إياها بإثبات وجود من تلطخت يداه بدم اللبنانيين في المعارضة، مشيرا إلى أن سلاح المقاومة موجه نحو أعداء لبنان. ورغم خطابه الحماسي دعا يكن إلى عدم الانزلاق نحو الفتنة الطائفية وإلى حقن الدماء، مثنيا على الجهود المبذولة لإخراج لبنان من أزمته وخصوصا تلك التي يبذلها السفير السعودي عبد العزيز الخوجة والسودان ومبادرة المطارنة الموارنة. ومقابل هذه الخطبة حضر مفتى لبنان الشيخ محمد رشيد قباني (سني) وقائع صلاة الجمعة في مسجد الإمام علي في بيروت. وقد خطب المصلين مفتي البقاع الشيخ خليل الميس الذي هاجم المعارضة متسائلا عن هدف نزولهم إلى الشارع. وعقب الصلاة اعتبر مفتي لبنان في تصريحات له إسقاط الحكومة ورئيسها في الشارع خطا أحمر وقال "لن نسمح به أبدا وليعرف الجميع أن البحث في مصير الحكومة يجري في المؤسسات الدستورية وليس في الشارع".