تعدّ المنتزهات الطبيعية في البلاد من أهم مظاهر عناية الدولة بالبيئة والمحيط، فبالاضافة الى جمال مناظرها، تعتبر المنتزهات وسيلة للحفاظ على التنوع البيئي والخصوصيات الطبيعية لكل جهة، فضلا عما تقدمه للمواطن من مزايا عديدة كالتنزّه والصيد وممارسة بعض الأنشطة الرياضية خاصة في المسالك الصحية. ويُعتبر سدّ بئر مشارقة الواقع بين مدينتي بئر مشارقة وجبل الوسط من أهم المنتزهات الطبيعية في ولاية زغوان نظرا لتنوّع الغطاء النباتي فضلا عن جمال التضاريس ذات الطبيعة الجبلية اضافة الى امتداد السدّ واتّساع مساحته وبالتالي جمال صفحة مائه الممتدة وثرائه بالأسماك التي جعلت الكثيرين يمارسون أنشطة صيد السمك النهري. لكن الغريب هو أن تجد بعض الممارسات اللامسؤولة، التي تعمد الى تشويه ذلك الجمال والى الإضرار بالنباتات والحيوانات، كأن تُقدم مؤسسة على إلقاء النفايات على ضفاف السُّد ووسط مناطق خضراء يعتمدها البعض مكانا لرعي الحيوانات. وقد وقفنا على هذا المشهد صدفة حين كنا في جولة حول سُدّ بئر مشارقة، فاذا بنا نلاحظ مجموعة من الحواسيب والأدوات الادارية الملقاة هناك بشكل لا ينُمّ عن أي إحساس بالوعي أو بالمسؤولية، وللملاحظ أن يتصور ما قد يوجد في تلك الحواسيب القديمة من قطع الكترونية ضارة بالتربة والنبات وبالحيوانات التي ترعى هناك اضافة الى ما تثيره تلك المشاهد من شعور بالأسف، والاشمئزاز معا. ولعل المسألة ليست بالأساس مسألة وعي، لأن مؤسسة تعتمد الحواسيب في ادارة شؤونها لن يكون أصحابها من ذوي التفكير المحدود، وانما هي مسألة ضمير وإحساس بالمسؤولية والحال أننا في بلد تُحظى فيه البيئة بوزارة كاملة وترسّخت لدى مواطنيه تقاليد المحافظة على البيئة والمحيط.