برلين الشروق (من مبعوثنا الخاص سفيان الأسود): استطاعت تونس ان تصنع الربيع في العاصمة الالمانية الموحدة »برلين« بمناسبة مشاركتها في معرض »برلين« السياحي. الجناح التونسي الذي كان في شكل بناية تونسيةأصيلة باللونين الابيض والازرق تتوسط واحة وبركة مياه استطاع ان يستقطب أغلب زوار المعرض الذي يشارك فيه 10 آلاف عارض من 180 بلدا... صنعت تونس بجناحها »الواحة« الربيع في »برلين« كما صنعته في معارض أخرى عالمية وهو »ربيع« حاولت أن تعبر من خلاله عن دفء قلوب التونسيين وعن حرارة شمسها التي تستقطب آلاف السواح الألمان سنويا... عمل المشرفون على الجناح التونسي في معرض »برلين« على ان ينقلوا روح تونس الى قلب الالماني وذهنه كما عملوا على نقل سماحة شعبها ليشعر السائح الألماني وهو في »برلين« بالواحة التونسية الآمنة... لم تكن المشاركة التونسية في معرض برلين السياحي مجرد مشاركة دعائية لمنتوج سياحي بل كانت صورة حقيقية عن تونس وحضارتها العريقة وعن طيبة شعبها المتفتح على حضارات العالم والانسانية. استطاع الربيع التونسي ان يصنع الحدث في معرض برلين وفي كل ألمانيا التي كانت تعيش على وقع معرضها الضخم والعملاق، ربيع جعل كل زوار المعرض يشعرون بدفء تونس وحرارة شمسها... والحقيقة ان بين »ألمانيا«وتونس بذور علاقة تمتد لسنوات طويلة وهي جذور عبّر عنها السيد عبد الرحيم الزواري وزير السياحة والصناعات التقليدية في الندوة الصحفية التي عقدها في برلين تحدث فيها عن دور ألمانيا في بعث النواة الأولى للسياحة التونسية ومساهمتها في مجالات التكوين ولا تزال تلك الجذور ممتدة الى الآن حيث توجد في تونس أكثر من 100 مؤسسة ألمانية تشغل حوالي 35 ألف عامل بشكل قار. السيد عبد الرحيم الزواري تحدث أمام الصحفيين الألمان عن اهتمام تونس الشديد بمجال البيئة والمحيط وعن حرية المرأة التونسية وحقوقها وعن حقوق الطفولة في تونس العصرية والمتقدمة. واذا كانت أهمية السوق الألمانية للسياحة التونسية واضحة ومتأكدة الا انه لا يخفى على أحد الآن شدة المنافسة التي تعرفها السياحة التونسية في هذه السوق التي عرفت الكثير من التقلبات نتيجة للتغير الذي عرفه المجتمع الألماني. ووجود هذه المنافسة يفرض على سياحتنا الآن صنع آليات جديدة لمواجهتها فلا يخفى على أحد الآن قوّة العملاق »التركي« الذي استطاع ان يستحوذ على الحصة الأهم من السياح الألمان بل أن أحد أفراد الجالية التركية في ألمانيا نجح في أن يكون صاحب ثالث أهم وكالة أسفار في ألمانيا. وكان آخر عروض هذا »العملاق« التركي هو تمكين كل سائح ألماني من تذكرة سفر مجانية الى تركيا بالطائرة. والحقيقة ان الجالية التركية صارت تلعب دورا بارزا في مجال النهوض بالسياحة التركية وهو ما هو مطلوب الآن من الجالية التونسية. واذا كانت تركيا منافسا تقليديا للسياحة التونسية في السوق الألمانية فان بروز منافسين جددا لهم امكانيات تسويقية كبيرة مثل مصر والمغرب يجعل الرهان أكثر صعوبة أمام السياحة التونسية. ويقول العارفون بالملف السياحي ان السياحة التونسية بامكانها أن تنجح في استقطاب السياح الألمان باعتبارها تملك كل المنتوجات السياحية التي تستهويهم وهو ما يجب الانتباه اليه والتعمق في دراسته ودعوة أصحاب النزل ووكالات الأسفار الى القيام بدور أكثر فاعلية للنهوض بالسياحة التونسية.