منذ أيام وعلى القناة الفرنسية (F 3) وفي برنامج On ne peut pas plaire à tout le monde أحرج منشط البرنامج الممثل المصري عمر الشريف بأسئلة عديدة منها تسامحه مع اليهود عكس الشارع العربي والملاحظة بالحرف الواحد للمنشط الفرنسي وذكره هذا المنشط بالقبلة مع احدى الممثلات اليهوديات في أحد الأفلام.. كما ذكره بمواقف وتصريحاته تصل الى حدّ إدانته للعرب والانتفاضة الفلسطينية... وردّ عمر الشريف عن هذا الاحراج بأسلوب عربي بأنه فنان عالمي وإنساني ومثلما تقمص دور يهودي تقمص في فيلمه الأخير «Ibrahamس دور مسلم يعمل على تربية طفل يهودي ويقدم صورة متسامحة وإنسانيته عن الاسلام. وهذا الفيلم لقي انتقادا وسخطا من الاعلام اليهودي خاصة وأن هؤلاء يحرصون على أن تكون الصورة السينمائية عن العرب والمسلمين دائما مخيفة وإرهابية. ويبدو أن عمر الشريف وعلى عكس عنوان البرنامج، يريد أن يعجب الجميع عجبنا نحن كعرب ويعجب اليهود الذين يشغلونه ويعمل بمنطق التوازنات.. وهذا الأسلوب دلالة كافية على أن عمر الشريف عربي مائة بالمائة.. خير الغموض وعدم الوضوح والوقوف وقلب «الفيستة» عندما يتعلق بالأمر بالمصلحة الشخصية التي هي في قانون العربي أعلى من المصلحة العامة وفوق الجميع. العربي الثري وفي هذه الحلقة من البرنامج تحدث عمر الشريف عن الجانب الخفي من حياته وحرص المنشط على إبرازه في صورة الفنان المقامر الذي يرتاد الكازينوهات حيث يبذر ويهدر أمواله ويحدث الشغب مثله مثل أي عربي غني ممّن يرتادون هذه الأماكن المشبوهة لأنهم لا يجدون أين ينفقون فائض القيمة من أموالهم.. ومثل هذه الصورة التي قدّم بها هذا المنشط عمر الشريف من شأنها أن تحدث في ذهن المتفرّج مقارنة بين هذه الصورة المبتذلة لفنان ما وبين صورة الفنان الذي يحمل موقفا ويسهر على جمعية خيرية أو يقف ضد قرارات سياسية كما فعل بعض نجوم هوليوود مع بوش في قرار الحرب على العراق.. عمر الشريف اكتفى بإعلامنا بأنه قادر على أن يعيش 4 سنوات كاملة في رغد من العيش حتى وإن لم يدعه المخرجون إلى أفلامهم.. وتكفي المقارنة بين حسابات الاعلام وحسابات عمر الشريف حتى نشخص الأزمة.