في إجابته عن سؤال يتعلق بمسؤولية المعهد في الفيضانات الأخيرة لشهري سبتمبر وأكتوبر 2003 قال السيد حمدة حجّي المدير العام للمعهد الوطني للرصد الجوي ان مشكلة النقص في التجيهزات والمعدات لم تمكّن من تقديم التنبّؤات الجوية الصحيحة، وأضاف : «نعم كان بالإمكان أن نعلن عن وجود تلك الأمطار القوية خاصة يومي 17 و24 في فترة زمينة كافية لإعداد التدخلات اللازمة وأخذ الاحتياطات الضرورية لأنه بقدر ما نعلن بصفة مبكرة عن وجودها بتلك الغزارة بقدر ما نضمن تقليصا من أضرار الفيضانات ونخفّف في مخلفاتها». وأضاف السيد حجّي : «لقد أعلنا عن الأمطار ولكن لم نعلن عن توقيتها بدقة ولا عن قوتها وغزارتها (180 ملم).. وأشار المدير العام للمعهد الوطني للرصد الجوي الى الجهود المبذولة في سبيل تعزيز شبكته لرصد العوامل الجوية والمناخية وتركيز نظام آلي جديد لتبادل المعلومات يعتمد على خطوط خصوصية رقمية والشبكة الوطنية لتراسل المعطيات ووضع منظومة إعلامية متطورة تدير بنك المعطيات المناخية وذلك قصد التحكم في عمليات التصرف في المعطيات المناخية كمّا وكيفا، وأضاف المتحدث توضيحات عن مزايا مشروع التوقعات العددية للطقس AADIN الذي أعلن عن دخوله المرحلة العملية أمس الثلاثاء وذلك بغاية تطوير التوقعات الشهرية والفصلية للأمطار بتونس وذلك باستعمال نموذج عددي للمناخ وقال : «سنضمن أكثر دقة للمعلومة الجوية.. ونطمح الى أن تبلغ نسبة صحة التوقعات قريبا ال90 مثلما هو في البلدان المتقدمة وهي التي تتراوح حاليا عندنا بين 70 و80». دقة وسرعة وفي حديث ل «الشروق» قال السيد عبد العزيز كبير رئيس مصلحة التوقعات الجوية العامة ان المواطن سيلاحظ بداية من هذا الأسبوع تغييرات على مستوى المعلومة المناخية والجوية بفضل التقنيات الحديثة التي سيقع اعتمادها وخاصة بفضل جهاز الحاسوب الجديد المخصّص لتحليل المعطيات والذي يمكنه انجار 36 مليار عملية حسابية في الثانية الواحدة، وستكون طبقا لذلك المعلومات أكثر دقة وسريعة وحينية بعد أن تمّ التقصير في فترة التوقعات من فترة 24 ساعة الى فترات مختلفة تتوافق مع حدوث التغيرات طيلة اليوم ومن هنا فصاعدا سيكون بإمكان المواطن معرفة زمن نزول المطر أو اشتداد الحرارة أو هبوب الرياح بصفة دقيقة وحينية ودون تعطيل أو ضبابية إذ ستشير النشرات الجوية الى الفترات الزمنية والأماكن المحددة لكل ظاهرة مناخية أو جوية وهو ما سيفيد الفلاحين والأطراف المتدخلة في الحماية المدنية والحماية من الفيضانات والكوارث الطبيعية والتقليص من أضرارها والسلامة الغذائية وإدارة الموارد المائية وسلامة الملاحة الجوية والقدرة على تقييم التغييرات المناخية. بحث وتفسير وعن طبيعة المناخ حاليا في تونس قال السيد عياض اللبان رئيس مصلحة المناخ التطبيقي في المعهد : «من خلال الدراسات والأبحاث لاحظنا أن هناك ارتفاعا في تواتر بعض الظواهر المناخية غير الطبيعية وغير المعتادة خلال العقود الثلاث الأخيرة، وعلى مستوى بلادنا لاحظنا وجود مؤشرات لبداية تغير المناخ من ذلك الارتفاع الشديد في درجات الحرارة وتواتر أكثر من العادة للسنوات الماطرة والجافة..». وفي تفسيره لهذه التغيّرات يقول السيد اللبّان : «هي تغيّرات مناخية غير منتظرة وهناك عدة تفسيرات لحدوثها والسؤال المطروح حاليا هو هل هي مؤشر لتبدّل كلي للمناخ بشكل تلقائي أم هي نتاج لبعض المؤثرات البيئية والبشرية.. أم هي نتيجة التقاء العاملين.. وأكد المتحدث أن الأبحاث الجارية حاليا في العالم لم تقدم إجابة واضحة برغم وجود بعض القناعات الراسخة حول تأثير التلوث خاصة على المحيط ومن ثمّ على المناخ.. لكن ليس ذلك هو العامل الوحيد.. وقال : «لا بدّ من مواصلة تتبّع التغييرات الحاصلة للوقوف بشكل دقيق على ما يجري ومازال يتفاعل..»؟