شكري »شوشو« وأول فيلم عن »المخنث العربي« تونس "الشروق" انطلق امس الاثنين في قاعات السينما بالعاصمة والمنار 1 وبنزرت، وسوسة وصفاقس عرض شريط "شوشو" الذي كان عرض ضمن السهرات السينمائية لمهرجاني قرطاج والحمامات محققا نجاحا جماهيريا ملحوظا. ولعل السؤال الذي يطرح حاليا هو ما اذا كان الشريط سيتواصل نجاحه في القاعات؟ وإذا حصل ذلك ونجح الشريط، يصبح السؤال: لماذا نجح هذا الشريط في الوقت الذي تعاني فيه كل الافلام تقريبا من فشل على مستوى الإقبال؟ شكري شوشو شريط "شوشو" هو من اخراج السينمائي الجزائري مرزاق علواش، ولكن هذا الامضاء لا يمنحه في الواقع الجنسية الجزائرية والعربية، رغم مشاركة ممثلين من اصل مغاربي في بطولته وهما: جاد المالح، ورشدي زام... ويبرز موضوع الشريط بالخصوص الذي تدور أحداثه في فرنسا، كإشارة او دليل على اغترابه اضف الى ذلك اغتراب المخرج ذاته والممثلين الذين يقيمون في فرنسا... كما ان انتاج الفيلم مشترك، ان لم نقل فرنسيا مائة بالمائة. وتدور أحداث الفيلم حول شخصية محورية، هي شخصية »شوشو« او شكري في الاصل شاب مغاربي مخنث يهاجر الى فرنسا بشكل غير شرعي.. وخشية ان يتعرض الى مضايقات الشرطة، يتستر في شخصية لاجئ سياسي فار من الشيلي بسبب الديكتاتورية.. وفي فرنسا يستقبله راهب الكنيسة بطلب من »ابن عمه« (Frère Jean) المغاربي الملامح... وبفضل لطفه ومرحه وخصوصا سلوكه المتخنث، يعرض عليه الراهب شغلا في عيادة للأمراض النفسية... وهناك يكشف عن شخصيته الحقيقية المخنثة، بعد ان تسمح له صاحبة العيادة بحرية التصرف في حياته.. البحث عن الحرية ومثلما يبدو من خلال الاحداث المذكورة يكاد موضوع الفيلم يكون غريبا او غير مألوف او هو من المسكوت عنه في المجتمع العربي الذي يرفض مثل هذا السلوك والشخصيات.. ولذلك هرب به المخرج الى فرنسا حيث يمكن التعبير عن كل هذا وعلنا... »فشوشو« ليس المغاربي الوحيد المخنث في الشريط فهناك ايضا »ناستازيا« و»جميلة« »اللذان« او »اللتان« يلتقي بهما شوشو في ملهى خاص بالمخنثين المغاربة... وفي هذه الصورة اشارة واضحة الى وجود اسباب اخرى وراء الهجرة المغاربية الى فرنسا واروبا بحثا عن الحرية بكل أشكالها... فشوشو وجميلة وناستازيا لم »يهاجروا« او لم »يهاجرن« الى فرنسا من اجل الشغل ولقمة العيش بل من اجل الحرية. أول فيلم عن المخنث العربي وبهذا الموضوع وخصوصا بالتركيز على شخصية »شوشو« كرجل عربي متخنث يكون مرزاق علواش اول مخرج عربي يخصص فيلما لهذه الظاهرة الموجودة فعلا ولكنها مسكوت عنها فمرزاق علواش تناولها بشكل مغترب بعيد عن الموطن الاصلي كما اختار اليها ممثلين مغتربين وجهات اجنبية لانتاج العمل. وهنا ادراك واضح منه بصعوبة تناول الظاهرة في موطنها الاصلي وايجاد من يتفاعل معها حتى بين المتفرجين.. ولعل التجربة الاولى بين الجمهور العربي والتونسي تحديدا (تونس اول بلد عربي يعرض فيه الفيلم) خلال المهرجانات الصيفية كانت ناجحة ومرد ذلك ان موضوع الفيلم غير مألوف ولم يسبق تناوله بالشكل المذكور المتمثل في التركيز على شخصية المخنث وأي مخنث: المخنث العربي!