بعد أن تأكدت من أن فارس أحلامها سيكون لغيرها، عمدت في مناسبتين الى إضرام النار في مصنعه علّها تعرقل الخطوبة والزيجة، خسائر الحريق الأولى قدّرت ب 7 آلاف دينار، في حين قدّر الثاني ب30 ألف دينار لتجد الفتاة نفسها مورطة في قضية إضرام النار في ملك الغير وهي التي تأججت نيران حب مؤجرها في قلبها. وقائع هذه الحادثة الغريبة جدت في الفترة الفارطة بقلب مدينة صفاقس، وتفيد معطياتها أن فتاة في ال22 ربيعا تشتغل بمصنع ملابس جاهزة سقطت في شراك حب مؤجرها الذي هو في الواقع شريك في المصنع. الفتاة لم يسبق لها أن ارتكبت أية هفوة في حق نفسها وفي حق غيرها، حتى كان اليوم الذي بلغها أمر خطوبة مرتقبة يعتزم مؤجرها تنفيذها خلال الفترة القليلة المقبلة تلبية لرغبة أفراد عائلته وهو القرار الذي لم يعارضه المؤجر احتراما لهذه الرغبة العائلية. الخبر نزل على الفتاة كالصاعقة فلم تدر ماذا تفعل، فالخطوبة المرتقبة ستفقدها كل أمل في الزواج بالمؤجر الذي حلمت به كثيرا، فهو شاب وسيم ومتخلق ويقوم بواجباته الدينية ويعاملها معاملة طيبة ويحترم مشاعرها، لكن تقديره المفرط لعائلته جعله لا يواجههم بأية حقيقة حتى التي تهمّ مشاعره الخاصة. ودون تفكير في العواقب، عمدت الفتاة الى اضرام النار في بعض الملابس وقد قدرت الخسائر ب7 آلاف دينار تقريبا، وببلوغ الأمر مسامع الشرطة العدلية باب بحر بصفاقس، انطلق المحققون في أبحاثهم التي وضعتهم في وقت قياسي وجها لوجه مع الفتاة رغم رصانتها ورفعة أخلاقها. لكن قبل أن يتم جلبها للتحرير عليها، أعادت الفتاة العملية لكن هذه المرة كانت الخسائر أهم إذ بلغت ال30 ألف دينار تقريبا كما طالت ألسنة النيران فارس الأحلام وهو ما جعلها تبدي سلوكا دعم شكوك أعوان الفرقة، وبجلبها الى المقر الأمني حاولت في البداية الإنكار لكنها سرعان ما تراجعت واعترفت بكل ما نسب إليها دون مراوغة أو محاولة في التفصّي من المسؤولية. فبعد أن بكت طويلا، أفادت المتهمة أنها متيمة بحب مؤجرها الذي تكن له كل احترام وتقدير وهو يبادلها نفس الشعور تقريبا، ولتعطيل الخطوبة عمدت الى اضرام النار أفضل من أن تنتحر.. وأما هذه الاعترافات تمّ إيقاف الفتاة بتهمة إضرام النار في ملك الغير في انتظار احالتها على العدالة.