... وكأن هذه البلاد لا يكفيها السّهام الخارجية ليطعنها أبناؤها من الداخل.. فبعد حملات التشكيك في قدرتنا على احتضان العالم في أي تظاهرة رياضية والتي عادت على أصحابها بالوبال.. وبعد سهام الوقاحة البعيدة عن كل منطق وكل صراحة جاء دور «أبناء البلد» ليشنوا حملة خاصة تحت شعار «بعيدا عن العاطفة والجنسية» وهو رداء أغبر يضعونه لينفثوا سمومهم في الجسد الغرّ الأخضر لمنتخب فتحت له الدنيا ذراعيها فاستكثروا عليه هذه الفرحة.. واستكثروا على تونس هذا الإنجاز حتى أن بعضهم مازال يحنّ الى «قفّة» الأندية.. ومازال يسمّي الزيتوني باسم الترجي.. وحقّي باسم النجم والمولهي باسم الافريقي وقمامدية باسم النادي الصفاقسي.. ومازال يصرّ على اعتبارنا أقلّ مستوى من نيجيريا والسينغال والمغرب والكامرون.. ولولا بقية حياء لطالب بإقالة لومار ومعلول والعبيدي وحتى طبيب المنتخب. يا سادة.. يا «أحرار هذا الوطن» ممّن تدّعون الصراحة في زمن الوقاحة وممّن تطبّلون لغيركم وهو عن تطبيلكم في غنى.. ان هذا البلد الصغير جدا.. والدافئ جدا.. والرائع جدا يحكم افريقيا ويتزعمها في أكثر من رياضة (كرة القدم الطائرة اليد الجيدو وغيرها..) وإن هذا البلد الذي تستكثرون عليه فرحة.. مجرّد فرحة لهو قادم على أعراس بالجملة وقادر على مواصلة التألق.. وهو أيضا قادر على عدم توجيه الدعوة إليكم كلما تعالت زغاريد الفرح.. فلاتحرجوه وتقلقوه بالحضور.. من فضلكم..