الشروق طرابلس (ليبيا) من مبعوثنا الخاص خالد الحداد يشهد معرض طرابلس الدولي اليوم الخميس 8 أفريل 2004 تنظيم «يوم تونس» الذي تشارك في تأثيثه أزيد من 50 مؤسسة تمثّل مختلف القطاعات التجارية والصناعية وتأتي المساهمة التونسية في إطار مزيد دعم التعاون التجاري التونسي الليبي وفتح وتطوير الآفاق أمام رجال الأعمال في البلدين الشقيقين من أجل توطيد العلاقات أكثر وتكثيف التعاون والرفع من نسق المبادلات. وسيتميّز يوم تونس بعقد الندوة المشتركة للغرف التجارية المتوأمة بين البلدين وأكد مصدر بوزارة التجارة التونسية ل»الشروق» أن هذه الندوة ستكون مناسبة هامة لمزيد دعم سبل التعاون والاستثمار المشترك ومزيد استغلال الفرص المتاحة بين البلدين لتعزيز العلاقات والارتقاء بها مراتب متقدمة جدا. ويذكر أن معرض طرابلس الدولي هو تظاهرة تجارية وهي الأكبر على مستوى المنطقة وتشارك في فعالياته وفود من عدّة دول عربية وأجنبية تمثل أكبر الشركات والمؤسسات الاقتصادية في العالم وقد انطلق هذا المعرض الهام يوم 2 أفريل 2004 ليتواصل إلى يوم 12 من نفس الشهر وهو يكتسي أهمية بالغة في ظل ما تشهده الجماهيرية الليبية من نسق للتغييرات والتبدّل المجتمعي والسياسي والاقتصادي الذي منح دورا متناميا للقطاع الخاص في المسيرة التنموية للبلاد بعد أن كان المجال الاقتصادي حكرا على الدولة لعقود طويلة سابقة. وأكدت وجوه اقتصادية بارزة ل»الشروق» أن انفتاح الاقتصاد الليبي على المبادرة الخاصة سيحتم على المؤسسات التونسية ضرورة التحرك السريع والمدروس من أجل التأقلم مع التغييرات الحاصلة والتفاعل مع متطلبات ومستلزمات البلد الشقيق بحكم التسهيلات الموجودة حاليا لتطوير إمكانات الشراكة ودفع الاستثمار المتبادل من أجل الارتقاء بالتبادل التجاري والتعاون الاقتصادي نحو ملامسة الهدف المرسوم بين قيادتي البلدين منذ سنوات والمتمثل في بلوغ هدف المليار كقيمة جملية للمبادلات الثنائية خاصة في ظل تواجد لعلاقات سياسية متميزة ومنسجمة ارتقت بتوجهات البلدين إلى منزلة الوفاق الذي قلّ تواجده في هذا الظرف العربي العصيب المتصف بكثرة الخلافات وازدواجية الرؤى وغياب التنسيق. وتؤكد المؤشرات والأرقام المتوفرة حقيقة ما بلغه التعاون التجاري التونسي الليبي والذي ألمحت عدة جهات على أنه يمكن أن يكون نموذجا للتبادل التجاري العربي المنشود حيث قفزت القيمة الجملية للمبادلات بين البلدين سنة 2003 إلى حدود 914 مليون دينار بعد أن كانت في حدود 823 مليون دينار فقط سنة 2001 وبلغت المبادلات على امتداد الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية 2004 مبلغا جمليا قيمته فاقت ال176.4 مليون دينار. والمبالغ المذكورة هي مبالغ ضخمة وكبيرة جدا تعزّزت خلال السنوات الأخيرة خاصة بعد دخول اتفاقية التبادل الحر حيّز التنفيذ في فيفري 2002 والتي سرعت في تصاعد الأرقام في عدة قطاعات وبالأخص منها قطاعي مواد البناء والمواد الغذائية. وساهمت في تكثيف النشاط بين رجال الأعمال والهياكل المهنية المختلفة والغرف التجارية وخاصة الغرفة الاقتصادية التونسية الليبية المشتركة والتي مثلت خير نموذج لتطوير العمل وتنفيذ خطط الشراكة على أسس صحيحة وتنمية الوعي لدى رجال الأعمال التونسيين والليبيين وتوطيد العلاقات في مجال الشراكة والاستثمار دون نسيان ما أضافه اعتماد المنفذ الجمركي الموحّد بين البلدين على مستوى النقطة الحدودية برأس جدير من توفير عناصر ثقة متزايدة وانسجام وأريحية في التعاون بين البلدين.